أنهى الملاكم الجزائري محمد فليسي، مغامرته في بطولة العالم للملاكمة التي اختتمت أمس، بمدينة أماتي الكازخستانية، بتحقيق الميدالية الفضية، بعد هزيمته في اللقاء النهائي لوزن 49 كغ، أمام الملاكم الكازخستاني زاكيبوف بيرزهان بثلاثة أشواط دون رد، ليكرر فليسي أفضل إنجاز للجزائر في بطولة العالم وهو المركز الثاني، ويعيد القفاز الجزائري إلى منصات التتويج بعد 18 سنة من الانتظار. وعلى عكس المنازلات السابقة التي خاضها فليسي في البطولة العالمية، فإن اللقاء النهائي الذي لعب أمس كان في اتجاه واحد، حيث نجح الملاكم بيرزهان في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والفوز بجدارة وبواقع ثلاثة أشواط كانت نتيجتها (30-27) و(30-27) و(29-28). وأصبح محمد فليسي، ثاني ملاكم جزائري يحرز الميدالية الفضية العالمية، بعد أن حصد نور الدين مجهود المعدن ذاته في بطولة العالم التي أجريت عام 1995 بالعاصمة الألمانية برلين، وافتك البطل الراحل حسين سلطاني برونزية نسخة مدينة سيدني عام 1991. فيما أضاف مدرب المنتخب الوطني الهادي جلاب ثاني تتويج له، حيث كان يؤطر العارضة الفنية زمن تتويج سلطاني العالمي. وشاركت الجزائر في بطولة كازاخستان العالمية التي اختتمت أطوارها، أمس السبت، بتعداد يضم 9 ملاكمين، وباستثناء نائب البطل العالمي فليسي، لم يتجاوز البقية محطة ربع النهائي، وخيب بن شبلة الآمال المعلقة عليه في البطولة. وجاءت المشاركة الايجابية للفن النبيل الجزائري في البطولة العالمية، لتؤكد المرحلة الايجابية التي تمر بها هذه الرياضة، منذ مجيء المدرب الهادي جلاب من تجربة تدريبية بالخليج، حيث نجح في تحقيق نتائج مبهرة في بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بضمان خمسة ذهبيات ومركز أول، قبل أن يؤكد من خلال التألق في بطولة العالم، وإعادة الجزائر إلى منصات التتويج بعد سنوات من الانتظار. جدير بالذكر، أن الملاكمة من بين أكثر الرياضات تشريفا للجزائر على الساحة الدولية، غير أن الملاكمين الجزائريون لا يجدون الدعم الكافي من طرف المسؤولين، ما يجبر العديد منهم إلى إنهاء مسيرته مع المنتخب، والتحول إلى البحث عن لقمة العيش، على غرار الملاكم الدولي نور الدين مجهود الذي ساءت وضعيته الاجتماعية ولجأ إلى بيع الخضر والفواكه لضمان لقمة العيش.