أدانت الجزائر مقتل الصحفيين الفرنسيين كلود فيرلون وغيسلان دوبون شمال مالي، اللذين فقدتهما الأسرة الإعلامية لإذاعة فرنسا الدولية أمس الأول، لتُدخل تطورات القضية القضاء الفرنسي على الخط، حيث قررت السلطات فتح تحقيق بتهمة الخطف والاحتجاز ثم القتل المرتبط بتنظيم إرهابي. أدانت الجزائر ”بشدة”، أمس، اغتيال الصحفيين الفرنسيين من إذاعة فرنسا الدولية شمال مالي واصفة العمل ب”الجريمة النكراء”، وصرح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن الجزائر تلقت باستياء كبير نبأ الاغتيال الشائن الذي استهدف إعلاميي إذاعة فرنسا الدولية، مؤكدا أن الجزائر تدين هذه الجريمة البشعة وتتقدم بتعازينا الخالصة لعائلات وأقارب الضحيتين وكذا للأسرة الإعلامية الفرنسية والحكومة. وأضاف الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أن الجزائر تقف بحزم إلى جانب الحكومة المالية والمجتمع الدولي وتجدد عزمها على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة دون هوادة. وأثار إعلان مقتل الصحافيين كلود فيرلون وغيسلان دوبون صدمة وحزنا شديدين لدى العاملين في إذاعة فرنسا الدولية التابعة ”لهيئة الإعلام الفرنسي العالم (FMM)، حيث استنكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هذا العمل الإجرامي الذي أودى بحياة ممثلي الإعلام الفرنسي، كما قرّر الرئيس الإجتماع بوزرائه المعنيين لدراسة حيثيات القضية، كما أكد هولاند ونظيره المالي إبراهيم أبوبكر كيتا، عزمهما على مواصلة المعركة المشتركة ضد الإرهاب ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تزال تهدد أمن واستقرار شمال مالي، وكان الصحفيان يخططان لإجراء تحقيق صحفي في إطار برنامج خاص عن مالي كان مقررا بثه الخميس المقبل على إذاعة فرنسا الدولية، وكانت هذه المهمة الثانية للصحفيين في هذه المدينة التي سبق أن توجها إليها شهر جويلية الماضي لتغطية الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتعد هذه المرة الثانية في غضون عشر سنوات التي يقتل فيها صحافيون في إذاعة فرنسا الدولية أثناء تأدية مهامهم، ففي عام 2003 اغتيل جان هيلان مراسل الإذاعة في أبيدجان على يد شرطي، وقد منحته السلطات العاجية مؤخرا وساما تكريما له بعد وفاته.