توالت ردود الأفعال المنددة بإغتيال الصحفيين الفرنسيين المختطفين في مدينة كيدال بشمال مالي داعية إلى التحقيق في هذه القضية التي تعد إنتهاكا للقانون الدولي الإنساني في حين أكدت السلطات المالية عزمها على مواصلة محاربة الإرهاب وإستكمال مسار المصالحة الوطنية. وعقب الإعلان عن مقتل الصحفيين الفرنسيين غيسلان دوبون وكلود فيريون اللذان يعملان في إذاعة فرنسا الدولية بكيدال أقصى شمال مالي مساء أمس السبت أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن إمتعاضه حيال هذا العمل "الشائن" معربا عن تعازيه لأسرتي الضحيتين وعن تضامنه لأسرة تحرير راديو "فرنسا الدولي". كما أعربت الجزائرعلى لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني عن إدانتها الشديدة لهذا العمل واصفة إياه ب"الجريمة النكراء". وجدد السيد بلاني موقف الجزائر الداعم للحكومة المالية والمجتمع في مجال مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة. وبدورها أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى كاثرين اشتون عن "حزنها العميق" لمقتل الصحفيين الفرنسيين معتبرة ان "هذه الجريمة يجب ألا تبقى دون عقاب" متعهدة بأن يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه للسلطات بمالى فى حربها ضد الارهاب وفى جهودها الرامية الى بسط سلطة الدولة والنظام والامن على كامل اراضيها بصورة كاملة. كما ندد رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروزو بهذه العملية معربا عن أسفه لهذا "العمل الهمجى" مؤكدا على دعم الإتحاد الاوروبي لفرنسا والمجتمع الدولي وسلطات مالي لاستعادة النظام والأمن في مالي. نفس الإستياء أعرب عنه مجلس الأمن الدولي الذي أكد في بيان له على أنه " بموجب القانون الدولي الإنساني فان الصحافيين ومهنيي وسائل الإعلام والأشخاص المشاركين في بعثات مهنية خطرة في مناطق نزاع مسلح يعتبرون عموما كمدنيين ويجب احترامهم وحمايتهم بهذه الصفة " مطالبا جميع الأطراف في مالي باحترام هذه الالتزامات كما دعا السلطات في مالي إلى التحقيق في هذه القضية وإحالة المسؤولين للعدالة. كما أثار هذا الحادث حفيظة منظمة "مراسلون بلاحدود" التي وصفت على لسان أمينها العام كريستوف ديلاور الواقعة بانها "مثيرة للاشمئزاز" كما أعربت عن "قلقها إزاء الوضع في إقليم ايفوجاس في شمال مالي حيث يواجه السكان مخاطر ينبغى تغطيتها إعلاميا". من جانبه دعا الاتحاد الدولي للصحفيين كل الإعلاميين والصحفيين المتواجدين فى مالى إلى "توخى الحذر" وأن يكونوا "أكثر يقظة" مشددا على ضرورة تنفيذ بروتوكولات أمنية فعالة لحماية العاملين فى الحقل الإعلامى. وفى السياق ذاته أعربت أسرة التحرير بإذاعة فرنسا الدولية وشبكة "فرانس موند" عن صدمتها لفقدان الصحفيين اللذين اعتبرتهما مهنيين كبيرين متخصصين فى الشؤون الافريقية منذ عدة سنوات. يشار إلى أن الصحفيين الفرنسيين غيسلان دوبون (51 عاما) وكلود فيريون (58 عاما) اللذين قتلا أمس السبت كانا بمالي لإعداد تقرير إعلامي حول الحركة الوطنية لتحرير أزواد في إطار برنامج خاص كان سيتم إذاعته على "راديو فرنسا الدولي" يومي السادس والسابع من الشهر الجاري. — باريس وباماكو تجددان عزمها مواصلة مكافحة الإرهاب — وحول ملابسات الواقعة أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأحد إن "أحد الصحفيين قتل برصاصتين فيما تلقى الآخر ثلاث رصاصات مما أدى إلى وفاتهما" كما أكد "أن من قاموا بتلك العملية ينتمون لمجموعات إرهابية ترفض الديمقراطية" مشيرا إلى أنه تم قتل الصحفيين بدم بارد " في ظروف مشينة". ووصف فابيوس عملية الإغتيال هذه"بأنها جريمة ضد حرية الإعلام" معلنا عن تعزيز الاجراءات الأمنية فى محيط مدينة كيدال بأقصى شمال مالى. وعلى خلفية ذلك جدد الرئيسان الفرنسى فرانسوا أولاند والمالى إبراهيم أبو بكر كيتا خلال إتصال هاتفي إلتزامهما بمواصلة محاربة الجماعات الإرهابية المتواجدة فى شمالى مالى كما شددا على أن "جريمة القتل البشعة التى وقعت فى كيدال لا يمكن إلا أن تزيد من عزم الدولتين على مواصلة والانتصار فى هذا النضال المشترك ضد الإرهاب". وفي غضون ذلك فتحت النيابة العامة بباريس تحقيقا أوليا حول عملية قتل الصحفيين الفرنسيين الإثنين حيث أوكل التحقيق للإدارة المركزية للإستخبارات الداخلية وإدارة مكافحة الإرهاب الفرنسية. بالمقابل حذرت الجبهة الموحدة لحماية الديمقراطية والجمهورية في مالي من ان "مسألة عودة العديد من المسلحين إلى كيدال لاتزال مسألة تثير قلقا كبيرا" منتقدة قرار الحكومة المالية مؤخرا بإلغاء مذكرات توقيف صدرت بحق اربعة من اعضاء الجماعة المسلحة سيخوض اثنان منهم غمار الانتخابات التشريعية المقبلة.