بعث الوزير الأول، عبد المالك سلال، برسالة مشفرة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، دون أن يذكره بالاسم، عندما قال إنه يتقبل الانتقادات الموضوعية المتصلة بالعمل الحكومي، لكنه يرفض أن تمس شخصيته بأي شكل من الأشكال، معربا عن استعداده لرد الصاع. ساق عبد المالك سلال، رسائله في رده على أسئلة ممثلي المجتمع المدني بولاية تمنراست، في إطار زيارة ميدانية للولاية يوم الخميس، وبدا عليه الانفعال وهو يسترجع الأوصاف التي أطلقها عمار سعداني عليه، عندما نعته أنه ”اللاعب السيئ في السياسة”، ولم يكتف بهذا القدر بل دعاه للالتزام بالنشاط الحكومي، واشتكى المواطنين خلال اللقاء من استمرار غلق الحدود بين المالي والنيجر، واعتبروا أن الاكتفاء بفتحها مرتين في الشهر، أمر له انعكاسات خطيرة على الحياة المعيشية للمواطن، ورد الوزير الأول على المطلب ب”حتى الإرهابيون يتبعون الحشيش”، في إشارة منه إلى أولوية تسبيق الأمن على تأمين التجارة. وطالب السكان من عبد المالك سلال، وضع صندوق خاص بالسياحة لدعمها، مع مسح الديون على المؤسسات السياحية، لأنها تضم مراكز إيواء وليست مجرد مكاتب فاكس وأنترنت، مثلما هو الأمر لوكالات الشمال، وأشاروا إلى التراجع الرهيب الذي أصاب القطاع. نفس الانشغال رفعه مربو الإبل، مطالبين الوزير الأول بالدعم الذي يرون أنه أكثر من ضروري للاستمرار في البقاء، ولقطع الطريق أمام شبكات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تستغل الشباب البطال لتجنيده في صفوفها، واعتبر بعضهم أن اقتراحات وزارة الفلاحة المتمثلة في تربية الدواجن أمر غير مرحب به في الجنوب، لأنه لا يتماشى وطبيعة المنطقة الحارة، فضلا عن كونه نشاطا غريبا وغير مربح. السكان يشكون لسلال تغوّل المديرين المركزيين من ناحية أخرى، اشتكى العديد من ممثلي المجتمع المدني بولاية تمنراست، للوزير الأول عبد المالك سلال، تغول المدراء المركزين، سيما في قطاعات، السياحة، النقل والثقافة، فضلا عن الأمين العام للولاية، مشيرين في شهادات متطابقة إلى أن هؤلاء المدراء يتعاملون مع المواطن بمنطق البيروقراطية والتهميش ويدوسون على القانون، واستدل أحد المهنيين في قطاع النقل، بصفقات عمومية منحت لشركة ”سوڤرال” دون أن تشارك في المناقصة، وتمت خارج القانون. وفي سياق مماثل، اشتكى المواطنون من منح التسيير المحلي لقطاعي السياحة والثقافة لغرباء عن المهنة، الأمر الذي أضر بمردودية القطاعين وجعلهما في تراجع رهيب، كما أخذ القطاع الصحي نصيبه من الانتقادات وأيضا السكن.