قال الوزير الأول عبد المالك سلال، في تمنراست خلال الزيارة التي قادته إليها الخميس الفارط، إن "المشكل الوحيد الذي يواجهنا في المنطقة هو القاعدة"، متوعدا بالقضاء عليها لتبقى إلى الأبد بين أيادي "الإموهر"، ويعني الرجال الأحرار الذين نعرفهم بلقب التوارڤ. كما حذّر الوزير الأول في رد ضمني على تطاول عمار سعيداني عليه، كل خصم سياسي من المساس بشخصه. عكس اليوم الأول في أدرار، خلال الزيارة المزدوجة التي قادته إلى الجنوب بدءا بهذه الولاية ثم إلى تمنراست، لم يُبق الوزير الأول عبد المالك سلال مسألة عمار سعيداني مفتوحة، خاصة بعد أن سجلت الصحافة الوطنية تجاهل سلال لأمين عام الأفلان الذي تهجم عليه واصفا إياه ب«اللاعب السيء"، إذ أغلق الوزير الأول ملف سعيداني بعبارتين خلال مقابلته المجتمع المدني، حيث وجد المدخل إلى الموضوع عبر بوابة تقبل الحكومة وهو شخصيا للانتقادات المختلفة حول طرق تسيير البلاد. وقال سلال في هذا الصدد "إنكم ترون أن الانتقادات موجودة ولم تستثنني.. وأنا شخصيا لست ضدها مطلقا شرط أن تكون بناءة"، مضيفا "أما أن تكون موجهة ضد شخصي فهذا غير مسموح". وقد عبّر الوزير الأول على هذا الموقف كعادته بطريقته الخاصة مستعملا اللغة الشعبية، قائلا "اللي يدخل فيّا ندخل فيه"، ولم يزد على هذا، ليكون بذلك قد ردّ على أمين عام الأفلان ضمنيا. من جانب آخر كانت زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال مقسمة إلى ثلاثة محاور رئيسية، فركز على الجانب الأمني للمنطقة خلال مقابلته أعيان تمنراست، ووقف على ضرورة التكوين الجامعي وترقيته لصالح المنطقة، وخصص القسم الثالث لمعاينة مستوى التنمية في هذه الولاية الحدودية. بالنسبة للمحور الأول ذكر سلال أن المشكلة الوحيدة التي تضعها الجزائر في الحسبان بتمنراست "هي تحركات القاعدة"، وتوعد الوزير في تحد للتنظيم الارهابي أن الجزائر ستعمل بكل حزم على القضاء على هذا التنظيم ومنعه من النشاط على التراب الوطني، داعيا "الإموهر" الرجال الأحرار إلى استنفار كل ما لديهم بمساعدة الدولة لإبقائها إلى الأبد ملكا لهم كجزائريين أحرار، موضحا أنه لا فرق عند الدولة بين الجنوب والشمال، وأن هذا المنطق غير مطروح بتاتا لدى قيادة البلد. ومن جانب آخر كانت للوزير الأول وقفات مركزة بقطاع التعليم العالي حيث التقى الطلبة بالمركز الجامعي الحاج موسى أخاموك، أين وقف على إدخال ألفي مقعد بيداغوجي حيز الخدمة واستمع إلى محاضرة عبر تقنية "السكايب" بين جامعتي ورڤلة وتمنغست. إلا أن مداخلته الرئيسية كانت لدى لقائه الطلبة في محاضرة علمية، حيث طلب من قطاع التعليم العالي وعلى رأسه الوزير محمد مباركي، بضرورة ترقية اللغات الأجنبية بالمركز الجامعي، والشروع في تدريس الفرنسية والانجليزية بدءا من العام المقبل "كونكم ستبقون بعيدين عن التطور العلمي والتكنولوجي إذا بقيت اللغات ضعيفة التدريس في الجنوب". ودعا الوزير الأول إلى توجيه التعليم العالي إلى التخصص حسب موارد المنطقة، إذ طلب تعزيز التكوين الجامعي في الصناعات المنجمية، ثم الثقافة بكل مناحيها، ثم السياحة بكل أنواعها أيضا، معتبرا أن مستقبل تمنراست يتوقف على هذه القطاعات الحساسة في الولاية. ثم عندما أتاح المجال لوزير الطاقة يوسف يوسفي، الذي دعا مسؤولي المركز الجامعي إلى تكوين دفعات عديدة لتقنيي الطاقة لحاجة القطاع لهم في تمنراست، بسبب وجود حقول مستكشفة لأنواع كثيرة من الطاقة والموارد الطبيعية والمعدنية الأخرى. تنمويا، كان الوزير الأول صارما كعادته خلال الخرجات الميدانية التي شرع فيها منذ عام تقريبا، إذ عارض أن تزيد البنايات عن طابق واحد، والتمس من وزير السكن ومسؤولي القطاع محليا، وقف مشروع على مستوى الدراسة من أجل تفكيكه ونشر وحداته السكنية عبر كافة ربوع وتخوم الولاية وليس عند مخرج واحد "مراعاة للطابع العمراني للمنطقة". كما أوصى الوزير الأول ببناء سكنات واسعة لأصحابها مرخصا بأن تصل مساحتها ل 300 متر، وقال وزير السكن بالمناسبة إنه على استعداد لتلبية طلب الولاية من الحصص السكنية المرجوة مهما بلغ معدلها. كما حرص الوزير الأول على ضرورة إتمام شبكة توزيع المياه التي جيء بها من عين صالح في إطار ما عُرف بمشروع القرن في الجنوب. وقد استفادت تمنراست من غلاف مالي إضافي يقدر ب 30.7 مليار دج. مبعوث "الجزائر نيوز" إلى تمنراست/ عبد اللطيف بلقايم