يشتكي أولياء تلاميذ مدرسة ”كنتور رابح” الواقعة بقرية القنانة، على بعد حوالي 9 كلم عن بلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، من انعدام أبسط ضروريات التمدرس، مشيرين إلى انعدام الماء الصالح للشرب والإطعام المدرسي، وغياب التدفئة، مع تسرب مياه الأمطار داخل الأقسام التي قالوا إنها تتحول إلى شبه ”مستنقعات” خلال فصل الشتاء، حيث يضطرون في العديد من الأحيان إلى التمدرس في ساحة المدرسة هروبا من الظروف المزيرية. وأكد محدثو ”الفجر” أن المدرسة الابتدائية ينعدم بها الماء الصالح للشرب، حيث أن التلاميذ يشربون من صهريج تنعدم به شروط الصحة والسلامة، الأمر الذي يشكل خطرا على صحتهم، ناهيك عن انعدام الماء بدورات المياه باعتبار أن القرية غير مربوطة بشبكة توزيع المياه.. مؤكدين في سياق على صلة أن المدرسة لا تتوفر على مطعم مدرسي، حيث يكتفي القائمين عليها على توزيع وجبات باردة لا تسد رمق التلاميذ، على حد تعبيرهم، وذلك في ظل غياب ساحة آمنة بعدما تحولت ساحة المدرسة إلى ”ورشة مفتوحة”، على حد تعبير محدثينا، الذين أكدوا غياب مكان لتجمع التلاميذ أثناء الانتظار ما بين الفترة الصباحية والمسائية، حيث يبقى هؤلاء عرضة للأمطار والبرد، خصوصا في فصل تساقط المطار في الوقت الذي تنعدم فيه المدرسة للتدفئة داخل قاعات التدريس، ناهيك عن مخاطر حوادث المرور والكلاب الضالة التي تحوم حول المدرسة. وفي سياق متصل، أشار محدثونا إلى تسربات مياه الأمطار الحاصلة داخل أقسام التدريس، وذلك عبر فتحات النوافذ، حيث تتحول الأقسام إلى برك مائية و”شبه مستنقعات” بمجرد سقوط أول قطرات المطر، وقال أحدهم إن ”المعلم يتحول إلى عامل نظافة خلال فصل الشتاء، أما التلميذ يبقى حريصا على أدواته المدرسية خوفا من أن يبتل كراسه..”، وهو ما يشتت انتباههم أثناء الدروس. وأشار أولياء التلاميذ إلى المسافات الطويلة التي يقطعها أبنائهم سيرا على الأقدام للالتحاق بمقاعد الدراسة في ظل غياب وسائل النقل، حيث أن تلاميذ المدرسة ينحدرون من قرية ”أولاد رحمون” التي تبعد بحوالي 3 كلم عن المدرسة، قرية البشالة التي تبعد بمسافة 5 كلم، وقرية الدروازة الواقعة على بعد 2 كلم.وقال محدثونا إن المدرسة الابتدائية ”كنتور رابح” مهددة بالانهيار، ما جعل مديرية التربية تقرر بعد شكاوي وتقارير المعنيين توقيف الدراسة بها وتسريح التلاميذ بتاريخ 30 أفريل الماضي، على أن يتم تنصيب شاليهات خلال الصائفة الماضية. غير أن الأحوال بقيت على حالها، ما جعلهم أولياء التلاميذ يقاطعون الدراسة بتاريخ 13 أكتوبر المنصرم وهو ما حرك الجهات الوصية وقامت بتنصيب شاليه واحد في انتظار استكمال باقي الأقسام الأخرى. وأكد هؤلاء أن أبنائهم يتداولون على قاعة تدريس واحدة التي تضم ثلاثة مستويات، كما أن هناك من يدرس في قاعة خلال الفترة الصباحية وفي قاعة أخرى خلال الفترة المسائية بسبب نقص الهياكل، ما جعل المدرسة تعتمد نظام الدوامين، مضيفين أن كل هذه العوامل ساهمت في تدهور ظروف التمدرس.