أوضح أستاذ الكوريغرافيا ومؤسس جمعية الراقصين المحترفين للباليه، الصربي ألكساندر إليتش، بأنّه ينبغي لتطور مستوى الرقص المعاصر في الجزائر وكذا لتقدم أداء الراقصين سواء المحترفين أو الهواة مراعاة جملة من الشروط والعوامل المعمول بها في الدول الأوربية التي لها تجربة كبيرة في مجال الرقص الكلاسيكي والمعاصر، بعد أن انطلقت من الصفر. كشف الكوريغرافي والعضو الدائم في لجنة تحكيم لمهرجان المونودراما وفن التمثيل الإيمائي لزمون بصربيا، ألكسندر إليتش، خلال جلسة النقاش التي أعقبت محاضرته حول ”الرقص المعاصر في صربيا”، ألقاها أمس أول بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، في إطار فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان الرقص المعاصر التي تختتم الجمعة المقبل، عن سلسلة من الخصائص والشروط التي يجب الاقتداء والعمل بها من أجل النهوض ورفع مستوى الرقص المعاصر في الجزائر، سيما من جانب الراقصين أو الأداء العام المتعلق بالجانب التقني والفني. وقال على الراقص الجزائري المحترف أو الهاوي أن يتتبع خطوة بخطوة ما يجري في المهرجان خصوصا العروض والندوات المنظمة على هامشه، حتى يستفيد بشكل أكبر مما يقدّم من معلومات وتقنيات حديثة مستعملة في هذا الإطار. وأضاف ألكسندر في الصدد بأنّ مهرجان الرقص المعاصر يعتبر بمثابة ورشة كبيرة يتم خلالها تقديم عروض متنوعة من مختلف الدول أين تبرز كل الفرقة المشاركة خصوصيتها ونقاط تميزها وكذا خبرتها في ميدان الرقص المعاصر والكلاسيكي، ناهيك عن ورشات التكوين والندوات التي تتناول عديد المواضيع، حيث تسهم في تلقين المهتم من الراقصين معارف عديدة يتمكن من توظيفها في عروضه. كما شدد المتحدث إليتش ألكسندر بأنّه يجب على الراقص الجزائري أن يحسن اختيار الوقت واختيار العرض في آن واحد، كما لا يفوته أن يحاول إيجاد مكامن الخطأ والقوة في العرض الذي يشاهده وفي كيفية استعمال الفضاء من طرف الكوريغرافي الأجنبي. من جهة أخرى، تطرق ضيف الجزائر إلى التجربة الصربية الثرية والغنية في هذا اللون الفني، حيث لم تقتصر على تاريخ نشأته في هذا البلد، بل بتوفر المراكز والمدارس المختصة في المجال، مشيرا إلى وجود العديد من الفضاءات المنوعة بين المسارح ودور الأوبرا والمدارس والأكاديميات على غرار توفر 38 مسرحا محترفا بصربيا، منها 4 تنشط بصفة دائمة، أوبرا مادلانيوم الواقع بجنوب البلاد وهي أول مسرح خاص ومستقل مختص في الرقص المعاصر، إضافة إلى ”مسرح بتيف وفرقة الرقص”، الخاصة بالرقص المعاصر، مهرجان بلغراد للرقص، سيني بلاكس لايف، الذي يستقطب فرق عالمية لتقدم عروضها للجمهور الصربي، وكذا المسرح الوطني لبلغراد الذي يضم فرق في الرقص الكلاسيكي والوطني والرقص المعاصر”، يحوي على 120 راقص ينشطون دائما، ومن 30 إلى 40 فرقة بالي تنشط بشكل دوري حسب الفصول، وغيرها. كما لم يخف المتحدث بأنّ طريقته في الرقص ليست الوحيدة والجيدة حسب نظره كونه انطلق من الموسيقى وأبدع فيما بعد، فتوجد تجارب رقص كما قال انطلقت من الحركة وهي ناجحة اليوم.