استضافت مكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا، أول أمس، ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر، الفنان الصربي الكسندر إليك، الذي قدم جانبا من تجربته الفنية وكذا جانبا من عروضه المسجلة. من جهة أخرى أشاد الضيف بمهرجان الجزائر الذي فرض نفسه في عالم الاحتراف على الساحة الدولية كما نوه الفنان بقدرات الراقصين الجزائريين ومدى تفتحهم على الجديد وشغفهم بالتكوين المستمر. استهل الفنان إليك تدخله بشكر الجزائر على استضافتها له كي يمثل بلاده، مشيدا بالدور الذي لعبته إدارة المهرجان في إنجاح التظاهرة والوصول بها، بخطى ثابتة، إلى الطبعة الخامسة وقد طالب وزارة الثقافة الجزائرية بضرورة مواصلتها دعم التظاهرة لأنها موعد ثقافي دولي مهم، كما أنها تسمح للراقص الجزائري بالاحتكاك بالأجانب وبالتالي اكتساب الخبرة وتطوير المستوى. وأشاد الفنان أيضا بدور الإعلام الجزائري في تطوير هذا الفن والنهوض به، متمنيا أن يستمر هذا الاهتمام. استعرض الكسندر إليك بعضا من مشواره الفني الذي بدأه منذ 10 سنوات وقد دخل النجومية من خلال مهرجان بلغراد الدولي للرقص، هذا المهرجان الذي بدأ متواضعا في السنوات الثلاث الأولى من عمره عرف انطلاقة فعلية بعدها ليصبح من أشهر المهرجانات في العالم، وهذا -حسب رأيه- بفضل مجهودات وزارة الثقافة الصربية ووسائل الإعلام. أشار المتحدث إلى أن صربيا بلد صغير يتخرج منه كل سنة 20 راقصا في نوعي العصري والكلاسيكي ولان المسرح الوطني الصربي لا يستوعب كل هؤلاء فإنهم يتوجهون للمسارح الأوروبية التي تطلبهم بكثرة كما أن ذلك يسمح لهم باكتشاف عالم جديد يزيدهم تجربة وتمكناً. للإشارة، فان إليك يرأس جمعية "الراقصين المحترفين والكوريغرافيين بصربيا" لذلك يسعى دوما إلى الاتصال بالراقصين الصرب بأوروبا كي يعودوا ويقدموا خبراتهم. نصح الضيف الراقصين الجزائريين الشباب باستغلال المهرجان باعتباره ورشة تسمح لهم بالتكوين ويمكنهم أيضا من خلاله تقييم مستواهم واكتشاف قدراتهم وسد احتياجاتهم خاصة في مجال قوانين الرقص، كما أن العروض الأجنبية للمحترفين على المسرح ومدى التغطية الفنية لهؤلاء على المسرح تزيد من مستوى الاكتساب. نصح الفنان، أيضا، بضرورة الرقص أمام المرآة لتقييم الذات ثم الاتجاه إلى التقليد والارتجال في الحركات حتى ولو كان ذلك دون معنى، لا يهم، فمع الوقت ستكتسب الخبرة في الحركات وتتعلم أبجدياتها الفنية. للانترنت دور أيضا في اكتساب المهارات، كما أن المحيط العام المشجع ووسائل الإعلام لها دور في تعزيز هذا الفن الراقي. وأضاف المتحدث انه كفنان تأثر بالموسيقى التقليدية الصربية، علما انه استغلها في بعض عروضه واستطاع مزجها مع الرقص المعاصر بسلاسة. من جهة أخرى، أكد الفنان أن عمله يعتمد على تصميم الحركات ثم اختيار الموسيقى، ثم أصبح يتعاون مع موسيقيين ليروا حركاته -الكوريغرافيا- وذلك لوضع الموسيقى المناسبة. فنانون آخرون كهؤلاء الذين قابلهم بلبنان مثلا يعملون عكسه يختارون الموسيقى ثم الحركات وهي طريقة جيدة أيضا وهناك طرق عديدة أخرى فأحيانا يتم استغلال الشعر وغيره فالمجال في هذا الفن مفتوح. في سؤال طرحته "المساء" على الفنان خاص بأهم أنواع الرقص المعاصر، أشار إلى أنه ينقسم إلى نوعين منه "نيو كلاسيكي" وهو أسلوب سردي في العرض وهناك الدرامي أو ما يعرف بالدراماتولوجيا الذي ظهر كمدرسة فنية منذ 20 عاما يحتاج إلى مهارات علمية ومختصين في التلقين وأسلوب بسيط أثناء العرض للجمهور. للإشارة، فان الفنان من مواليد 1977 بصربيا، درّس بأكاديمية الموسيقى بصربيا ثم بمعهد الباليه ببلغراد ثم بجامعة الإعلام والثقافة ببلغراد، فبمعهد الموسيقى والرقص بلندن، وهو حاليا يعمل بالمسرح الوطني ببلغراد. الفنان راقص في اختصاص الباليه والكوريغرافيا بالمسرح الوطني في بلاده ومدير مجلة "الفنون السبع" الفنية وعضو في اليونيسكو وفي لجان تحكيم بمهرجانات دولية: من عروضه "العشاء" و«عرس الحب" وغيرها.