عندما تسند الأمور إلى غير أهلها تولد الفوضى.. ما يحدث لفريق شباب قسنطينة أحد أعرق الأندية الجزائرية هذه الأيام لا يمكن وصفه إلا بالمسخرة وتتجاوز المهزلة، مدرب عالمي معروف يحول إلى مساعد ويرمى به في المدرجات دون وجه حق، ومحضر بدني أجنبي يتعارك مع عضو مجلس الإدارة أمام أعين اللاعبين والمدير الرياضي يسحب إجازة المدرب الرئيسي من ورقة المقابلة.. والنتيجة تعادل أمام شبيبة بجاية متديل الترتيب والقادم أسوأ من دون شك. ما حدث في مواجهة شباب قسنطينة بضيفه شبيبة بجاية مساء أول أمس، لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عنه من قبل المالك الرئيسي للشركة الرياضية، إن كان فعلا هذا المالك ونعني به الطاسيلي له كلمته في النادي، ويسعى فعلا للاحتراف ولو أننا ندرك أن كرتنا مازالت بعيدة كل البعد عن ذلك والدليل مثل هذه التصرفات اللامسؤولة من أشخاص يفترض أن يعطوا المثل ويلجأوان إلى القانون في كل صغيرة وكبيرة وليس إلى مهاترات صبيانية كما حدث بين محمد بوالحبيب (سوسو) والمدرب غارزيتو في غرف تغيير الملابس قبل انطلاق المواجهة، وهو ربما ما كان السب الأول في تعثر الشباب وتضييعه فرصة الإنفراد بالريادة. التعثر الثاني للشباب تباعا بعد هزيمة أمل الأربعاء لا يمكن تفسيره إلا بتوسع دائرة الصراع بين محمد بوالحبيب والمدرب غارزيتو، والذي وراءه من دون شك حسابات غير رياضية، وإلا بماذا نفسر إصرار الأول على رحيل الثاني رغم النتائج الباهرة التي حققها المدرب قبل بروز بوادر هذا الصراع، ولماذا أيضا الإصرار ما دام أن بوالحبيب هو الذي أصر شخصيا وألح أمام مجلس الإدارة على انتذاب غارزيتو ومعارضة رأي الناخب لوطني رابح سعدان الذي كان يريد آلان ميشال، قبل أن يقرر هو الآخر الرحيل والتأكيد أنه يرفض العمل في الفوضى. بوالحبيب لجأ إلى تصرف سابقة وغريب بسحبه إجازة غارزيتو وطوني مباشرة بعد أن تهيأ الفريقان إلى الدخول ليتابعا اللقاء من المنصة وتحدث ملاسنات كادت أن تتطور إلى مشادات، بعد أن أكد بوالحبيب لغارزيتو أنه أصبح مساعدا لمساعده نورالدين بونعاس الذي رقي إلى مدرب رئيسي بين عشية وضحاها، وهو ما لم يتقبله التقني الفرنكو إيطالي، مصرحا للصحفيين أنه مدرب محترف وعالمي ولم يفهم ما يحدث له في قسنطينة حيث كان ينوي أن يقدم لفريقها الكثير، وجاء ببرنامج طموح، هذا التصرف دفع بالابن طوني إلى محاولة الاعتداء على عضو مجلس الإدارة بوخزرة وإلى مشادات وتبادل الشتم والسب بين المحضر البدني شارلي وبونعاس بعد نهاية المواجهة.. وبين هذا وذاك، يصرح بوالحبيب أن غارزيتو رفض منصب مساعد مدرب وسيحال على مجلس التأديب، وغارزيتو يطالب بمستحقاته التي تفوق ال200 ألف أورو قبل فتح أبواب التفاوض لرحيله، وإلا فإن الحل ستقرره الفيفا حسب أقواله. ويبقى فريق شباب قسنطينة الذي يحتل الوصافة خلف وفاق سطيف واتحاد العاصمة وشبيبة القبائل بفارق نقطة رهين حسابات غير رياضية وصراعات قد تؤثر أكثر على مستقبله في البطولة إن استمرت المهزلة.