تساءلت رئيسة الفيدرالية الجزائرية لذوي الإعاقة، عتيقة معمري، عن سبب إقصاء المعوق من المجتمع، خاصة أن المنحة المخصصة له، والمقدرة ب 4000 دج بالنسبة للمعاقين بنسبة 100 بالمائة، أما المعاق المحدد ب 95 بالمائة فيتحصل على 3000 دج فقط. وتعجبت معمري من قيمة المنحة التي لا تتوافق مع احتياجات هذه الفئة، متساءلة مرة أخرى:”هل هذا معقول خاصة إذا اعتبرنا أن منحة أبناء الشهداء تقدر ب20000 دج”، واعتبرت ذلك إقصاء علنيا لفئة لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أن التصريحات الرسمية للمسؤولين على القطاع تؤكد أن منحة المعاق ليست قضية محورية. وذكرت معمري في تصريح خصت به ”الفجر”، أن كافة الممرات الخاصة بالمعاقين حركيا بالمراكز والمؤسسات العمومية غير مطابقة للمقاييس وتشكل خطرا على مستعمليها، مؤكدة أن نسبة تطبيق المراسيم التنفيذية الخاصة بتهيئة المحيط لذوي الإعاقة هي في الصفر على حدّ قولها. ووصفت كل الممرات التي تم إنشاؤها بالمؤسسات العمومية بغير المطابقة للمقاييس، حيث قالت إنه من المستحيل أن يتنقل عبرها أي معاق حركيا بالنظر للخطر الذي قد تشكله بالنسبة لمستعمله. وقالت إن الجزائر ماتزال بعيدة كل البعد عن المراسيم التنفيذية الموجودة التي تضمن حق تنقل المعاقين في كافة الأمكنة دون استثناء. وأوضحت في هذا الخصوص، أنه رغم وجود لجنة وطنية لتهيئة المحيط للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى وزارة التضامن، إلا أن حقوق هؤلاء ماتزال مهضومة ولم تراع في أي مؤسسة عمومية أثناء وضع مخططات البناء أو حتى تخصيص ممرات في أوقات لاحقة. ودعت المتحدثة، على هامش انعقاد الندوة المغاربية الأولى حول الكشف المبكر للإعاقة والإدماج التربوي للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى تأسيس لجان مختصة لتهيئة المحيط مكونة من مهندسين، مكاتب دراسات، ممثلين عن البلديات وكذا الأشخاص المعاقين، وذلك لضبط برنامج عمل يضمن أخذ كافة احتياجاتهم بعين الاعتبار أثناء وضع مخططات البناء.. مؤكدة في سياق حديثها أن هناك مشاكل عديدة تزيد من معاناة المعوقين منها، خاصة نقص الأعضاء الاصطناعية والعتاد الذي يحتاجه المعوق الجزائري وتردي نوعيتها في حالة العثور عليها، موجهة نداءها إلى ممثل صندوق الضمان الاجتماعي لضرورة التكفل الأمثل لهذه الفئة التي همشت من المجتمع بسبب الأساليب البيروقراطية التي أصبحت تلازمهم وترهقهم، بالإضافة إلى النوعية الرديئة لتلك الأعضاء التي تعرضها للتلف والانكسار في ظرف زمني قصير، يجبر معه المعاق المتواجد بالجزائر العميقة على أن ينتقل إلى الجزائر العاصمة، حيث يطلب منه إعادة تكوين ملف استفادته من جديد.