من خطر الممررات الخاصة بهم في المؤسسات العمومية كشفت أمس رئيسة الفدرالية الجزائرية لذوي الإعاقة بأن كافة الممرات الخاصة بالمعاقين حركيا بالمراكز و المؤسسات العمومية غير مطابقة للمقاييس و تشكل خطرا على مستعمليها، مؤكدة بأن نسبة تطبيق المراسيم التنفيذية الخاصة بتهيئة المحيط لذوي الإعاقة هي في الصفر على حدّ قولها. رئيسة الفدرالية السيدة معمري عتيقة و خلال اختتام فعاليات الأسبوع الوطني لإمكانية الوصول لفئة ذوي الإعاقة الذي احتضنته كلية الهندسة بجامعة قسنطينة، وصفت كل الممرات التي تم إنشاؤها بالمؤسسات العمومية بغير المطابقة للمقاييس، حيث قال بأنه من المستحيل أن يتنقل عبرها أي معاق حركيا بالنظر للخطر الذي قد تشكله بالنسبة لمستعمله، فيما قال رئيس الجمعية الولائية للمعاقين بقسنطينة بأن ما توفر من هذه الممرات بقسنطينة حولت مهمته عن أصلها ضاربا المثل بممر مكتب بريد الكدية الذي أصبح خاصا بالموزع الآلي. و طالبت السيدة معمري بضرورة إعادة النظر في هذه الممرات و الحرص على إنشاء أخرى في مكان قد تتواجد به فئة ذوي الإعاقة، و قالت بأن الجزائر ما تزال بعيدة كل البعد عن المراسيم التنفيذية الجزائرية الموجودة التي تضمن حق تنقل المعاقين في كافة الأمكنة دون استثناء. و أوضحت في هذا الخصوص، أنه و على الرغم من وجود لجنة وطنية لتهيئة المحيط للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى وزارة التضامن، إلا أن حقوق هؤلاء ما تزال مهضومة و لم تراع في أي مؤسسة عمومية أثناء وضع مخططات البناء أو حتى تخصيص ممرات في أوقات لاحقة. و دعت المتحدثة التي شاركت في فعاليات الاختتام رفقة عدد من أساتذة الهندسة بجامعة منتوري و مختصين من فرنسا و تونس، إلى تأسيس لجان مختصة لتهيئة المحيط مكونة من مهندسين، مكاتب دراسات، ممثلين عن البلديات و كذا الأشخاص المعاقين، و ذلك لضبط برنامج عمل يضمن أخذ كافة احتياجاتهم بعين الاعتبار أثناء وضع مخططات البناء، كما دعت في توصياتها الختامية إلى تأسيس مصلحة بكل بلدية لتهيئة المحيط تعمل على متابعة برامج و مشاريع البناء و النقل إن قامت بتطبيق القانون و راعت جميع فئات المجتمع. السيدة معمري، ركزت من جانب آخر، على حتمية مراعاة الوضعي الخاصة للمعاقين في المشاريع الكبرى التي تنجز عبر كافة القطر الجزائري، كمشروع الجسر العملاق بقسنطينة و الترامواي. و قد تم التوقيع على اتفاقية بين الفدرالية و مخبر «مدينة و صحة» بكلية الهندسة بجامعة قسنطينة لتسهيل مهمة تطبيق القوانين و المراسيم التنفيذية التي ظلت حبيسة الأدراج منذ سنها. يذكر، أن مجموعة من طلبة كلية الهندسة بجامعة قسنطينة و رؤساء جمعيات و ممثلين للأشخاص ذوي الإعاقة شاركوا في أيام تكوينية تهدف إلى تحسيس الطلاب بالعصوبات التي يواجهها أزيد من 3 آلاف معاق تم إحصاؤهم في تنقلاتهم اليومية.