اندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدتين من الحرس الرئاسي في جوبا عاصمة جنوب السودان، على خلفية محاولة إحداها تنفيذ انقلاب عسكري ضد الحكم في البلاد، وأعلن رئيس جنوب السودان حظر التجول ليلاً بالعاصمة بدءاً من الساعة السادسة من مساء أمس. أفادت وسائل إعلام في جنوب السودان أن الاشتباكات وقعت عقب الاشتباه بوجود محاولة انقلاب تقودها وحدة من الحرس الرئاسي، حيث سُمع تبادل إطلاق نار كثيف بالعاصمة جوبا، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا أو إصابات في المواجهات، فيما أغلق المطار وطالب الناطق باسم الجيش فيليب أغير سكان البلاد ملازمة بيوتهم إلى غاية استيضاح الأمير. وفي الوقت الذي فيه أكدت السفارة الأمريكية نقلا عن تقارير واردة من مصادر جديرة بالثقة وقوع الاشتباكات، رفض وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لويث التعليق على الوضع، مكتفياً بالقول أن الرئيس سالفا كير لا يزال يمارس مهامه، كما تحدثت قناة ”العربية” عن محاولة انقلاب، مشيرة إلى تمرد مجموعة من الجيش الشعبي، تتبع الحرس الجمهوري واشتبكت مع مجموعة أخرى داخل القيادة العامة للجيش الشعبي، وسط أنباء عن استيلائها على مخزن السلاح والذخيرة في القيادة العامة، وأفاد مسؤول عسكري للقناة أن ما حدث هو تمرد تقوده مجموعة من العسكر حاولت السيطرة على وزارة الدفاع، وسط إطلاق نار مكثف، ونقلت وسائل الإعلام معلومات عن سقوط قتلى في صفوف الجيش الشعبي الذي ينتشر في كثافة شوارع العاصمة جوبا. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد قيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان أزمة حقيقية، وتصاعدت التوترات السياسية في البلاد منذ أن أقال سلفا كير رئيس جنوب السودان نائبه في جويلية الماضي، وأعلنت أمس الأول قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، بقيادة النائب الأول لرئيس الحركة الدكتور رياك مشار، الانسحاب من اجتماع مجلس التحرير القومي، الهيئة الأعلى في الحزب، معلّلة انسحابها بما وصفته بغياب روح الحوار في الجلسة الأولى، بحسب ما ذكرت صحيفة ”الشرق الأوسط”، وجاء ذلك في وقت دعت فيه مجموعة تسمي نفسها ”التيار الديمقراطي التقدمي في الحركة الشعبية” رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى اعتزال العمل السياسي وعدم الترشح في انتخابات عام 2015.