أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ظهيرة أمس أن الجيش الشعبي تمكن من إحباط محاولة انقلاب، وشدد على أن (وقت الانقلابات العسكرية قد انتهى!). وقال سلفاكير في مؤتمر صحفي في العاصمة جوبا، ظهر فيها يرتدي زيه العسكري، إنه تم اعتقال عدد من المتورطين في محاولة الانقلاب، التي بدأت مساء أول أمس الأحد واستمرت حتى صباح أمس الاثنين، وأن الجيش يسيطر على الموقف. وصرح بأن صد المحاولة أسفر عن خسائر بشرية، ولكنه أوضح أنه لم يتم حصرها بعد. وتم إعلان حظر التجوال من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، مع انتشار الجيش في الشوارع لحفظ الأمن. وكان المتحدث الرسمي للجيش الشعبي بجنوب السودان، قد أكد صباح أمس أن قوات الجيش تمكنت من صد هجوم المجموعة المسلحة المتمردة التي حاولت الاستيلاء على مستودعات الذخيرة غير أن تقارير إخبارية أفادت بأن المجموعة المتمردة التابعة للحرس الجمهوري (قوات تايجر) في جوبا سيطرت على مستودع للذخيرة تابع للقيادة العامة للجيش في إشارة إلي حركة تمرد مسلح. وكان مراسلون قد أفادوا بوقوع إطلاق نار في جوبا عاصمة جنوب السودان، فجر أمس الإثنين، وتحدثت أنباء عن محاولة انقلاب في الدولة الإفريقية الوليدة، كما شهدت العاصمة حركة نزوح جماعية للأهالي في العاصمة جوبا جراء الاشتباكات. وتفصيلا، تمردت مجموعة من الجيش الشعبي قيل إنها تتبع للحرس الجمهوري، واشتبكت مع مجموعة أخرى داخل القيادة العامة للجيش الشعبي وسط أنباء عن استيلائها على مخزن السلاح والذخيرة في القيادة العامة. وأفاد مسؤول عسكري أن ما يجري هو تمرد تقوده مجموعة من العسكر حاولت السيطرة على وزارة الدفاع وسط إطلاق نار مكثف، وتفيد المعلومات بأن هناك قتلى في صفوف الجيش الشعبي الذي ينتشر بكثافة في شوارع العاصمة جوبا، وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد قيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان أزمة حقيقية. وتصاعدت التوترات السياسية في البلاد منذ أن أقال سلفا كير رئيس جنوب السودان نائبه في جويلية الماضي. وأول أمس الأحد أعلنت قيادات من حزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، بقيادة النائب الأول لرئيس الحركة الدكتور رياك مشار، الانسحاب من اجتماع مجلس التحرير القومي، الهيئة الأعلى في الحزب. وعللت القيادات قرار الانسحاب بما سمته غياب روح الحوار في الجلسة الأولى. جاء ذلك في وقت دعت فيه مجموعة تسمي نفسها (التيار الديمقراطي التقدمي في الحركة الشعبية) رئيس جنوب السودان سلفا كير إلى اعتزال العمل السياسي وعدم الترشح في انتخابات عام 2015. وقال جوك مادوت جوك رئيس معهد سود للأبحاث في جنوب السودان إنه يعتقد أن الجنود الموالين لنائب الرئيس السابق ريك ماشار الذي عزله كير هم من بدأوا القتال. وتركزت الاشتباكات في ثكنتين عسكريتين هما ثكنة بيلبام الرئيسية شمالي المطار وثكنة جبل إلى الجنوب من جوبا حيث يتمركز الحرس الجمهوري. وقال جوك خلال اتصال هاتفي من جوبا لرويترز (بدأت حوالي العاشرة مساء في جوبا اشتباكات وإطلاق رصاص بين الحرس الرئاسي التابع للجيش الشعبي (الحكومي) وبعد قليل أصبح يسمع صوت المدفعية الثقيلة وانتقلت الاشتباكات إلى داخل وزارة الدفاع). وأضاف (هناك إطلاق رصاص متقطع وتم إجلاء المواطنين الذين يقطنون الأحياء التي بجوارها ثكنات عسكرية...الإذاعة والتلفزيون التابعان للحكومة متوقفان عن البث. هناك حالة من الخوف والرعب والتوتر وسط المواطنين مع غياب أي إعلام رسمي يوضح الحقائق). ووصف معلق آخر القتال بأنه (عصيان) لكن التفاصيل كانت قليلة. ودعت مبعوثة الأممالمتحدة في جنوب السودان إلى وقف القتال بين الجنود وقالت إنها على اتصال مع قادة البلاد. وقالت هيلدا جونسون ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيان (أحث كل أطراف القتال على وقف الاقتتال فورا وضبط النفس)، وأضافت (أنا على اتصال مستمر مع كبار الزعماء... للدعوة للهدوء).