تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في مكالمة هاتفية مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالقيام بزيارة ثانية للجزائر في الثلاثي الأول من 2014، حسبما نقلته مصادر مطلعة ل”الفجر”، لإصلاح ”زلة” لسانه وتقديم الاعتذار للجزائر حفاظا على مصالح بلاده. تلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مساء أمس الأول، مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، شرح من خلالها ما أسماه مزحة، عندما وصف عودة وزير داخليته مانويل فالس، من الجزائر، سالما معافى بالإنجاز الكبير، وذلك خلال احتفالية الذكرى ال70 لميلاد مجلس يهود فرنسا، واستغل الرئيس الفرنسي المناسبة لينقل اعتذاره للرئيس بوتفليقة، أملا في محو ”زلة” لسانه التي أثارت غضب الطبقة السياسية والشارع في الجزائر، وفعاليات فرنسية من سياسيين وفنانين. ووعد الرئيس الفرنسي في مكالمته للرئيس بوتفليقة، بزيارة ثانية للجزائر خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة 2014، على أمل محو خطيئته بعد زيارة دولة أداها في ديسمبر 2012، حيث يسعى هولاند، من وراء هذه الزيارة إلى جانب التكفير عن ذنبه، الحفاظ على مصالح بلاده، لاسيما وأن فرنسا تواجه أزمة اقتصادية لم تعشها من قبل، والتي تراهن على تجاوزها عبر المشاريع والاستثمارات والصفقات التي تم تحقيقها خلال زيارة وزيرها الأول مارك أيرولت منذ أيام. وكان الرئيس الفرنسي قد أعرب عن أسفه إزاء تأويل تصريحاته الأخيرة حول الجزائر، وأكد أنه سيبلغ ذلك مباشرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أورده بيان صحفي للإليزي. وجاء في البيان أن الجميع يعرف الصداقة التي يكنها فرانسوا هولاند للجزائر، واحترامه للشعب الجزائري، كما أثبتت ذلك زيارة الدولة التي قام بها في ديسمبر من سنة 2012. نسيم. ف وزير الداخلية الفرنسي: هولاند لم يقصد من وراء تصريحاته أن الوضع الأمني بالجزائر سيئ قال وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، إن ما بدر من الرئيس فرانسوا هولاند دعابة حول الجزائر، لا علاقة لها بالأوضاع الأمنية في الجزائر. وأوضح فالس، في تصريحات بمدريد أمس، أن هولاند لم يقصد من وراء تصريحاته بأن الوضع الأمني بالجزائر سيئ. وقال إنه ”طبعا لم يكن هناك أي خطر”، مضيفا أن ”كلمات فرانسوا هولاند لا تعني في شيء هذا النوع من المخاطر، وإذا تم هذا الجدل حقيقة فهو الآن وراءنا”.