سعد الحريري يتهم "حزب الله" باغتيال شطح قتل أمس الوزير اللبناني السابق ومستشار سعد الحريري محمد شطح في انفجار استهدف موكبه بسيارة مفخخة قرب مجمع ستاركو وسط العاصمة بيروت، وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص، فيما اتهم سعد الحريري ضمنيا حزب الله بالضلوع في عملية اغتيال نائب كتلة المستقبل. أعلنت وزارة الصحة أن نأنحصيلة الانفجار ارتفعت إلى 6 قتلى و70 جريحا وأكد حسن خليل وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الحصيلة الأولى لضحايا الانفجار الذي راح ضحيته وزير المالية السابق ومرافقه، وهو في طريقه لحضور اجتماع كتلة ”المستقبل” النيابية لبحث أفق المرحلة المقبلة، وكانت مصادر أمنية لوكالة ”رويترز” قالت في حصيلة أولية أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الانفجار، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن التفجير الضخم أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح أكثر من 50 آخرين، وتضررت 10 بنايات جراء عنف التفجير أكثرها تضررا مبنى ستاركو ومكاتب الهيئة العليا للإغاثة، ودفع الهجوم بالهيئة العليا للكوارث إلى دعوة أعضاء الهيئة إلى اجتماع حكومي فوري وطارئ بناء على توجيهات رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، الذي قطع إجازة رأس السنة ليعود إلى بيروت لمتابعة التطورات والتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فيما يخص الخطوات الواجب اتخاذها. إدانة داخلية ودولية للهجوم ولد الهجوم الذي طال وسط العاصمة اللبنانية الكثير من ردود الفعل، حيث أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الهجوم الذي اغتيال وزير المالية السابق وأودى بحياة عشرات القتلى والجرحى، شاجبا كل أعمال العنف والقتل التي تدخل البلاد في المزيد من المآسي والخراب والإضرار بالوطن، فيما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تصريح صحفي أن الإرهاب يستهدف لبنان ومستقبله وليس تيار المستقبل فحسب، عبر جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، في الوقت الذي تضاعفت فيه الجهود السياسية المبذولة من أجل التوصل إلى تشكيل الحكومة في محاولة لزيادة تأزيم الأوضاع وتوسيع الشرخ بين القوى السياسية اللبنانية، كما أدان الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام في تصريح جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، ووصفها بالعمل الإرهابي والمؤامرة التي تهدف إلى ضرب الاستقرار وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين ما يستدعي حسبه من اللبنانيين التحلي بأقصى درجات الوحدة الوطنية. من جهتها، أعربت الجامعة العربية عن إدانتها لاغتيال محمد شطح ودعت الأطراف اللبنانية لضبط النفس، واعتبر الأمين العام للجامعة نبيل العربي أن جريمة اغتيال شطح المستشار السياسي لرئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وأحد أبرز قيادات حركة 14 مارس، وفي هذا التوقيت بالذات، استهداف لما عرف عن الوزير من مواقف وطنية ومعتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته، كما أدانت كل من السفارة المصرية بلبنان في بيان صادر عنها الحادث الإرهابي الذي استهدف وسط العاصمة، مشددة على رفضها لكل الأعمال الإرهابية التي تضرب أمن المنطقة العربية، داعية إلى توحيد الجهود العربية من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب. الحريري يتهم ”حزب الله” و”14 آذار” تطالب بتحويل ملفه إلى المحكمة الدولية اتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري حزب الله ضمنيا باغتيال مستشاره محمد شطح، وجاء في بيان الحريري أن من اغتال شطح هي نفسها الأيادي التي اغتالت رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وهي ذاتها الأيادي التي تريد اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة في الذل والضعف والفراغ، مشيرا إن المتهمين وحتى إشعار آخر هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية ويرفضون المثول أمام المحكمة الدولية، وهم أنفسهم من يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان، وأصدرت قوى ”14 آذار” بيان نعي الوزير السابق محمد شطح، إثر اجتماع في بيت الوسط ببيروت، تلاه رئيس كتلة ”المستقبل” فؤاد السنيورة، أكد فيه على ضرورة تحويل جريمة الاغتيال إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. يذكر أن محمد شطح دبلوماسي وخبير اقتصادي لبناني شغل منصب سفير لبنان لدى الولاياتالمتحدة نهاية تسعينيات القرن الماضي ومناصب قيادية في صندوق النقد الدولي، وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، عمل شطح مستشارا لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة وسعد الحريري ليشغل لاحقا منصب وزير المالية، وكان شطح قد نشر قبل ساعة من الاغتيال على موقع ”تويتر” من خلال جهاز الآيباد الخاص به تغريدة، أكد فيها أن ”حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما، وهو تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية. وفي الوقت الذي أصبح فيه لبنان ساحة مكشوفة تستهدفها التفجيرات المتتالية تزيد عمليات تصفية القيادات السياسية من حالة الانقسام والفراغ السياسي التي تتغذى منها الحرب الطائفية في لبنان.