أوضح فلاحون ينشطون بمنطقة القنار بجيجل ل”الفجر”، بأن الأراضي الفلاحية مهددة حاليا بالتقلص جراء استعمالها في مجالات أخرى غير الزراعية، بعدما اكتسحتها البنايات الفوضوية التي ظهرت كالفطريات في مختلف الأراضي الفلاحية المعروفة بإنتاجها الوفير، خاصة البيوت البلاستيكية القائمة في عديد البلديات، وفي مقدمتها القنار والأمير عبد القادر والشقفة وسيدي عبد العزيز وخيري واد عجول. ولعل الموضة الجديدة التي ظهرت مؤخرا، حسب ذات المصادر، هي إنشاء حظائر السيارات المستوردة في عديد الأراضي الفلاحية على طول الشريط من بلدية الطاهير إلى القنار، وهو ما أدى إلى تراجع المساحة. وأعرب فلاحو المنطقة عن تخوفهم من إستمرار هذه السياسة التي لاتخدم الفلاحين والمواطنين على حد سواء، كما تضرب إقتصاد الولاية في الصميم، لاسيما في ظل التطور الفلاحي الذي عرفته جيجل في السنين الأخيرة كما ونوعا، بل أصبحت تحتل الصدارة في إنتاج بعض الفواكه والخضر، وتمون أسواق الجملة خاصة في الشرق الجزائري بمواد الفلفل والطماطم والخيار والشمندر وغيرها. كما يشغل القطاع الفلاحي عددا معتبرا من اليد العاملة أغلبها يحوز على تكوين عال في تقنيات خدمة الأرض، وهو مايفسر إرتفاع الإنتاج الزراعي وتنوعه في ولاية كانت السياحة المورد الأساسي لاقتصادها. وطالب الفلاحون السلطات المعنية بدعمهم بمزيد من القروض والأسمدة لمواجهة التحديات المختلفة وتأمين أنشطتهم، بغرض تعويضهم في حال الخسائر التي يتكبدونها بين الحين والآخر بسبب الظروف الجوية، وإنشاء سوق للجملة بالولاية قصد ضمان تسويق منتوجاتهم. للعلم تتوفر ولاية جيجل التي ولجت عالم الفلاحة بإمتياز على ثروة مائية هائلة بفضل السدود التي تزخر بها، حيث صارت تؤمن نفسها من الاحتياج في مجالي مياه الشرب أو ري الأراضي الفلاحية، فضلا على أن قطاع الري والفلاحة تحسينات أخرى، لاسيما فيما يتعلق بتوسعة المساحات المسقية وتنمية الزراعات الصناعية وتحويل المنتجات الفلاحية وترقية تربية الحيوانات وحماية الأراضي من الفيضانات، حسبما تشير إليه برامج السنة، وفي مقدمتها إنشاء محيط السقي الجديد جيجل - الطاهير المتربع على مساحة 4885 هكتار من الأراضي الفلاحية المنتجة.