الأمازيغية تحتاج لإمكانيات وليس لخطب اختارت المحافظة السامية للأمازيغية هذا العام تبسة لتكون محطة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2964 رسميا، وهذا استجابة لعديد من الطلبات التي وصلت المحافظة من قبل جمعيات بالمنطقة، حسبما أكده الهاشمي عصاد مدير مركزي بالمحافظة. أكد عصاد في تصريح ل”الفجر” أن الاحتفال بيناير هذه السنة يكتسي أهمية خاصة، لأن محطة تبسة ستكون مفصلية وسيتم فتح نقاش جاد حول السبل الكفيلة بترسيم هذا العيد وإعطائه مكانته التي يستحقها في النسيج الثقافي الجزائري، بصفته مكونا يعمل على تكريس الوحدة الوطنية. ورفض عصاد الرد على الفتوى السلفية التي انتشرت منذ أيام على مواقع النات، والتي حرمت الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مؤكدا أنها مهاترات يستحسن عدم الرد عليها، مذكرا بمسار أول رئيس للمحافظة السامية للأمازيغية الراحل يدير آيت عمران الذي عمل منذ 1999، على إبراز البعد الوطني لهذا الاحتفال، على اعتبار أن كل دولة في العالم لها احتفالها الخاص بها والجزائر من حقها أن تثمن اختلافها الثقافي بما يدعم الوحدة الوطنية ويثري المجموعة الوطنية. وأضاف في هذا الإطار قائلا إن الاحتفال بعيد يناير هذا العام سيكون فرصة لوضع تجربة 15 سنة محل تقييم من أجل تثمين الجوانب الإيجابية وتكملة الناقص وإثرائه. وفي إطار التقييم قال عصاد أن ترسيم الامازيغية وعيد يناير في أجندة الأعياد الوطنية الرسمية من شأنه أن يعيد للأمازيغية مكانتها المستحقة في النسيج الوطني الثقافي بطريقة جادة والكف عن حصرها في الجانب الفلكلوري. من جهة أخرى، أكد أن التخوفات التي يبديها البعض بشأن ترسيم الأمازيغية لا مبرر لها بالعكس تماما، هذا من شأنه أن يضع حدا للمتاجرة السياسية بملف الأمازيغية، ومن شانه أيضا أن يفتح الآفاق على ملفات أكثر أهمية تتعلق بطريقة ترقية الأمازيغية التي تبقى بحاجة أكثر - حسب عصاد - للمزيد من العناية والوقت والإمكانيات. واعتبر أن الدعوة إلى المرور عبر استفتاء لترسيم الامازيغة هي محاولة مغالطة للتاريخ و إهانة، لأنه لا يمكن أن تسأل أحدا إذا كانت هويته تخضع للاستفتاء حتى يعترف بها، مؤكدا في نفس السياق أن الجزائر تتوفر على كفاءات تخرجت من مختلف الجامعات والمعاهد الجزائرية بإمكانها العمل على توفير محيط أفضل للثقافة واللغة الأمازيغية، وهي لا تحتاج في ذلك إلا للدعم وتوفير الإمكانيات. وفي إطار الحديث عن الإمكانيات التي يجب توفيرها للنهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية، قال عصاد إن الوزير الحالي عبد اللطيف بابا احمد وعد بإعادة بعث لجان العمل المشتركة بين الوزارة والمحافظة السامية للأمازيغية، بعد أن تعطلت في عهد الوزير السابق بن بوزيد بعد الاختلاف في الرؤية التي كانت بينه وبين المحأفظة بشان ملف الامازيغية في المدارس. قال عصاد أيضا إن الأمازيغية اليوم انتقلت من النضال المطلبي إلى النضال العلمي والمعرفي، من أجل تقديم الأفضل لهذه اللغة والثقافة، حيث سطرت المحافظة استراتيجية تهدف إلى تشجيع الشراكة في مجال النشر والترجمة، خاصة في مجال اللغويات واللسانيات والترجمة وكذا البحوث العلمية، تستمر على امتداد الست سنوات القادمة، وهذا بعد أن تم الاستثمار في السابق في الآداب الامازيغية بكل متغيراتها، من شعر وقصة و رواية في الخمس سنوات الفارطة. وأكد المتحدث في المقابل على وجوب وأهمية أن تساهم كل مؤسسات الدولة في توزيع الكتاب الأمازيغي وتوفيرالإطار الأفضل له ليصل إلى القراء. وفي هذا الصدد قال عصاد إن التعاون بين المحافظة السامية للأمازيغية وعدد من المؤسسات، مثل مؤسسة الفنون المطبعية، والمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، جاري في هذا الاتجاه. من جهة أخرى قال إن العمل الذي تقوم به المحافظة السامية للأمازيغية يجب أن يتم دعمه وتثمينه عن طريق خلق هيئات ومؤسسات أخرى لخدمة اللغة والثقافة الامازيغية، مثل أكاديمية للغة ومعاهد لتكوين الأساتذة والمختصين. وحتى فريق المحافظة السامية، يقول عصاد أنه يجب أن يدعم لأن حجم الطموحات والمشاريع تتجاوز كثيرا طاقة هذا الطاقم.. الصغير في عدده الكبير في حجم طموحاته وطاقاته.