تحتضن دار الثقافة مولود معمري، منذ أمس الأربعاء، فعاليات ملتقى علمي حول ترجمة الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية إلى العربية والأمازيغية، التظاهرة التي دعت إليها المحافظة السامية للأمازيغية تدخل في إطار برنامجها الواسع الهادف لترقية اللغة الأمازيغية. دعا السيد يوسف مراحي، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية في كلمة ألقاها بالمسرح الصغير بدار الثقافة مولود معمري، إلى ضرورة تكثيف الجهود في ترجمة الروايات والكتب للأمازيغية، بهدف توفيرها للطلبة وكذا إيصال رسالة الأمازيغ للجزائريين الذين لا يفهمون اللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أن ورشة الترجمة التي أنشأتها المحافظة منذ قرابة 3 سنوات، تمكنت من إصدار معجمين بالأمازيغية؛ أحدهما مختص في ''إيلكترو ميكانيك'' والآخر في''العظام''، واللذان سيساهمان في توسيع الترجمة من لغات مختلفة إلى الأمازيغية، كما قال أنه، وبالرغم من وجود معهد وطني للترجمة، فإنه لا يرى أعمالا ملموسة في الواقع، ويرى الأمين العام للمحافظة الاسمية للامازيغية أن الترجمة ليست حملة تطوعية، وإنما تستدعي تدخل الدولة من خلال دعمها ماديا وتشجيع المترجمين، موضحا أن الأولوية في الترجمة إلى الأمازيغية ستعطى للأعمال الأدبية للكتّاب الجزائريين المدونة بالعربية والفرنسية ثم المؤلفات العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب اللغوي. ومن جهته والي تيزي وزو السيد عبد القادر بوازغي، أكد في كلمة ألقاها، بالمناسبة، على أهمية الترجمة -كما قال- أن الملتقى سيكون فرصة لتقييم الجهود المبذولة في هذا المجال وكذا لتاريخ الترجمة، مذكرا أنه تم وضع كل المكيانيزمات والإمكانيات لترقية اللغة الأمازيغة وتوسيعها. وأشار الأستاذ إمارازن موسى في مداخلته تحت عنوان ''قيم الترجمة''، إلى أن الترجمة مهمة صعبة، وأنه بالرغم من أن المادة التي ستُحوّل للغة المترجمة مهيئة، غير أن الترجمة تتطلب عدة جهود وقيم يتقيد بها المترجم الذي -حسب المحاضر- لا يكتفي بترجمة الكلمات بل يتوجب عليه معرفة اللغة الأصلية والمترجم لها، إضافة إلى التعرف على ثقافة مستخدمي اللغتين. كما تناول الأستاذ بوخروف رمضان من جامعة تيزي وزو في مداخلته، ترجمة كتاب مولود معمري ''إبن الفقير'' من الفرنسية إلى الأمازيغية، إضافة إلى الأستاذ سلاوتي أكلي من جامعة بجاية، الذي تطرق لمحاضرة بعنوان ''الروايات الفرنسية المكتوبة بأقلام كتاب أمازيغ والترجمة''. وستتواصل فعاليات التظاهرة إلى غاية اليوم الخميس بإلقاء نحو 15 محاضرة من طرف أساتذة جامعيين ومختصين في الترجمة، لتختتم فعاليات هذا الملتقى بعدة توصيات لتوسيع وإثراء الترجمة. وللإشارة، تم تنظيم هذه التظاهرة العلمية كذكرى لفقدان الجزائر ككل ومنطقة القبائل على الخصوص أحد الأساتذة الأوائل في تعليم الأمازيغية المرحوم نور الدين أولد عمارة الذي وفاته المنية الأسبوع الماضي عن عمر يناهز 43 سنة، إثر مرض عضال.