تتسم المواسم الدينية بطابع خاص بالنسبة للفتيات المقبلات على الزواج، بحيث يستفدن من عرف أو عادة (المهيبة) التي تتلخص في تقديم هدايا للعروس تضمها إلى حقائب الجهاز، وتتنوع بين الألبسة والأطقم الراقية، إلى جانب الذهب فمن العائلات من تفضل أن تقدمها ذهبا إلى العروس فكل حسب إمكانياته وقدراته المادية، بحيث تبتهج العروس وتروح إلى تحضير إكرامية لأهل العريس تتنوع فيها الحلويات بمناسبة جلب المهيبة للعروس. تستعد الكثير من العرائس إلى تلك العادة الراسخة ونحن على بعد أيام قلائل من حلول عيد الفطر المبارك، فزيارة أهل الخطيب إلى الخطيبة في المناسبات الدينية هي عادة لا مفر منها لما تحمله في فحواها من تقدير للعروس ورفع من قيمتها وتبيين أهل العريس لرضوانهم عليها ولتوطيد العلاقة أكثر تبعا لعلاقة المصاهرة التي تجمع العائلتين. وتعرف الأسواق حركية واسعة من طرف العائلات في هذه الأيام بالذات من أجل جلب هدايا العروس وتقديمها بمناسبة العيد، وهناك من تفضل الخروج برفقة خطيبها لاقتناء الهدية، ومن العائلات من تختار فيها الحماة هدية كنتها من باب التقدير والاحترام فكل حسب عاداته وطباعه بحيث تسأل الحماة كنتها عن الأشياء التي تحتاج إليها لكي تقتنيها لها وتقدم لها كهدية في (المهيبة) وكلها مظاهر تبين الرابطة القوية وحسن العلاقة بين أهل العريس وأهل العروس وكذا الترحيب بالعنصر الجديد الذي سوف يضاف إلى العائلة وهي العروس. اقتربنا من بعض الأسواق العاصمية للوقوف على أجواء التحضير لعادة المهيبة فوجدنا حموات يتلهفن على اختيار الهدية لزوجة الابن، فيما اختار بعض المخطوبين انتقاء الهدية بمفردهما تبعا لحاجيات العروس، هو ما وقفنا عليه ب(زنيقة العرايس) تلك الناحية التي تعرض حاجيات العرائس بكل جزئياتها، بحيث اقتربنا من بعض الحموات لرصد آرائهن حول تلك العادة المتجذرة فأجمعن على أنه لابد من مجاراة عادات زمان كونها عادات تجسد أصالة الأسر الجزائرية وأعرافها النبيلة التي تهدف إلى كل ما هو إيجابي، ما بينته الحاجة أم الخير التي قالت إنها لا تتأخر على تقديم هدايا لكنتها المستقبلية في أغلب المناسبات من أجل توطيد أواصر المحبة بين العائلتين وكذا الترحيب بكنتها التي سوف تدخل بيتها في القريب العاجل، وعن نوع الهدية قالت إنها سوف تقتني لها جبة راقية مخصصة للسهرات والأعراس تجدها في جهازها ولن تتأخر على زيارتها في اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك هي وبناتها لتقدم لها الهدية كعربون محبة لكنتها، فمعزة الكنة من معزة الابن وهي تتوق وتنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تزفها إليه لترى أحفادها قبل أن تغمض عينيها عن هذه الدنيا. أما السيد مروان الذي كان برفقة خطيبته التي اختارت أن تنتقي هديتها في هذه المرة لوحدها، فرأى أن في تلك العادات مزايا إيجابية رغم التكلفة المادية إلا أنه يهون كل شيء في سبيل التقريب بين عائلة العروس وعائلة العريس وكذا تحسين العلاقة وتطييبها من الأول بين الطرفين لتثمر بعلاقة زواج ناجحة ليذكر أنها آخر مهيبة كون أن عروسه ستزف إليه بعد أيام قلائل.