فصلت، مؤخرا، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران في قضية عائلة تتكون من ثلاثة أفراد هم الأب والأخوان، من أجل محاكمتهم على أساس جناية القتل العمدي والضرب والجرح العمديين بالسلاح الأبيض، التي ذهبت ضحيتها عائلة أخرى بعدما لقي الوالد فيها حتفه وأصيب الإبن بجروح خطيرة كادت تودي بحياته هو الآخر. وسلطت المحكمة عقوبة المؤبد ضد المتهم ”ب. م أمين”، فيما أفادت المحكمة كل من الأب ”ب. هواري” وابنه الأصغر ”ب. أيوب” بالبراءة. حيث سبق أن التمس ممثل الحلق العام عقوبة المؤبد ضد كل هذين الأخيرين و 5 سنوات حبسا نافذا ضد ”ب. م أمين”، قبل أن يتم إعادة تكييف الوقائع وإضافة السؤال المتعلق بتورطه بالقتل العمدي بعدما كانا متابعين فقط بالضرب والجرح العمديين بالسلاح الأبيض، إثر اعترافاته جملة وتفصيلا بالوقائع ونسبتها إلى مسؤوليته لوحده. أحداث القضية سببها تافه، مثلما وصفته النيابة العامة خلال مرافعتها، وتتعلق بنظرة فضولية ألقاها ابن الضحية في حق المتهم الأب ”ب. هواري”، عندما كان يتشاجر مع شخص آخر على هاتف نقال بالحي الفوضوي الوا قع ببلدية بن فريحة. وقد نشبت مناوشات كلامية بين هذين الأخيرين تدخل على إثرها الإبن الأصغر للمتهم هو ”ب. أيوب”، حيث تصاعد الجدال بينهم بعد خروج الضحية وهو ”ش. محمد”، ليتمكن ابنه، وهو الضحية الثاني في هذه القضية، من فك النزاع بعد تدخل المواطنين، أين انصرف كل واحد منهم إلى بيته إلا أنه بعد مدة زمنية عاد الشجار بين الطرفين عندما التقى الضحية مع المتهم الرئيسي ”ب. هواري” فهاجمه رفقة ابنيه وكانوا مدججين بالأسلحة البيضاء. أين قاموا بطعنه عدة طعنات وقد حاول ابن الضحية تخليص أبيه من يدهم، إلا أن المدعو ”ب. م أمين” تمكن منه وغرز فيه عدة طعنات تاركا إياه ينزفا دما. وتم نقل الأب والإبن إلى المستشفى، إلا أن الأب لفظ آخر أنفاسه في الطريق ليتمكن الابن ”ش. م” من النجاة بعد إخضاعه فورا لعملية جراحية بسبب النزيف الذي كان يعاني منه جراء الاعتداء. وفي تلك الأثناء تقدمت زوجة الضحية ”ه. فاطمة” إلى مصالح الدرك الوطني من أجل الإبلاغ عن الجريمة التي راح ضحيتها زوجها وابنها، حيث تم توقيف المتهمين، وهم الأب ”ب. هواري” وولديه ”ب م أمين ” و”ب. أيوب”. و قد حاول كل واحد منهم إنكار الأفعال المنسوبة إليه وذكروا كلهم أنهم تعرضوا لهجوم من قبل عائلة الضحايا فقاموا بالدفاع عن نفسهم. فيما أكد الشهود أن الضحيتين كانتا مجردتين من السلاح الأبيض أثناء الوقائع، فيما كان المتهمون مدججين بالخناجر والسكاكين. آما الخبرة الطبية فقد كشفت أن الضحية الأب قد توفي جراء إصابته بجروح عميقة بالرئة بسبب طعنة بواسطة آلة حادة، وعمق الجرح كان 17 سم، ما تسبب في موته. فيما تعرض الضحية الثاني إلى جروح بمختلف أنحاء الجسم، منها على مستوى الرأس الكبد و الكتف. إلا أنه خلال مثول المتهمين أمام المحكمة اعترف المتهم ”ب. م أمين” الذي كان متابعا فقط بالضرب والجرح العمديين بالسلاح الأبيض، بالأفعال المنسوبة إليه، وذكر أنه هو من تسبب في مقتل الضحية وأن أباه وشقيقه لا علاقة لهما بالوقائع، محاولا بذلك إنقاذ كل منهما من الورطة التي علقوا فيها بسبب مناوشات كلامية. وقد حضر الضحية الأبن الجلسة وعاود سرد الحقائق المتعلقة بالقضية التي تبني بأن الوالد المتهم ”ب. هواري”.. لتنطق المحكمة بالحكم هو من قتل أباه وأن ”ب. م أمين” هو من اعتدى عليه. لتنطق المحكمة بالمؤبد في حق الجاني.