قال عمارة بن يونس الوزير في حكومة سلال ونائب حزب سعيد سعدي السابق إن ”عقل الرئيس بوتفليقة يشتغل أحسن من عقولنا جميعاً”! لم أفهم من يقصد بكلمة ”الجميع”، هل يقصد نفسه هو ومن معه بالحكومة، فحاشى بعض الأسماء فيها، نعرف جميعا أنهم بلا عقول وبلا أمخاخ أصلا، وأغلبهم من الرخويات التي تزحف على البطون. نعم، نعرف نحن الذين في ”الأسفل” حقيقة من هم في ”الأعلى”، والدليل أنهم يتمسكون بجلابيب رجل مريض منهك، وعجزوا عن إيجاد من يخلفه، لأنهم ببساطة بلا أمخاخ، فالذي لديه ذرة عقل لا يقبل بتعذيب رجل أعطى كل ما عنده قبل أن يهزمه الزمن والمرض. نعم يا سي عمارة، والعمامير الأخرى التي تعم صفوف الحكومة، وهي فارغة، أنت وحدك من ليس له عقل، ولهذا صعدت إلى أعلى، لأن البالونات المملوءة بالهواء هي التي تعلو في الجو. لكن العيب ليس فيك أنت، بل في الفراغ الذي حولكم، والعيب في هذه الساحة السياسية الضعيفة والتي من كثر ما استعملها الرئيس وتلاعبت بها رياح السلطة فقدت كل المصداقية، وها هي تمارس سياسة الكرسي الشاغر. نعم العيب ليس فيك وحدك، وإنما في الأحزاب الطفيلية التي يبدلها النظام، مثلما تبدل حفاظات الرضع، يرمي بالوسخة، ويستعمل أخرى ثم يرميها بوسخها، وإلا بماذا نفسر خرجة ”حمس” منذ يومين، وهو يعلن مقاطعته للرئاسيات، وأحزاب أخرى مثله. على الأقل جبهة القوى الاشتراكية فتحت باب المساومات، لكن ما حاجتنا لحزب في حجم ”حمس” كان شريكا في السلطة ويسبّح بحمدها، ويخرج اليوم مقاطعا، بدل أن يتجه إلى التحالفات، يقطع على نفسه وعلى مناضليه باب المشاركة في التغيير، مع أنه يعيب على من يرشحون بوتفليقة ”المريض” هذا المسعى. لو كنت في منصب المسؤولية، لحاسبت هذه الأحزاب التي تسارع إلى المقاطعة، عوض أن تشجع المواطنين على الذهاب إلى الصناديق بقوة لفرض التغيير، وتعبئتها للدفاع عن أصواتها، لكنهم ينهبون المال العام، ويحلون مشاكلهم الخاصة ومشاكل أسرهم، ويدفعون بمناضليهم ومن سار على دربهم وصدّق خطابهم إلى الهاوية. ليست السلطة هي القوية، وإنما أنتم الضعفاء المنبطحون والمصفقون مثل التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرى أن الحل يتمثل في بوتفليقة، أو مثل نقابة سيدي السعيد الذي ربما وجد في بقاء بوتفليقة في السلطة ضمانا لحمايته وهو المتهم والشاهد على نفسه في جريمة الخليفة، ومثل الأحزاب التي لم تحسن من الديمقراطية غير المقاطعة، فلتسحب الاعتمادات من المقاطعين والمطبلين!؟