تم أمس تنصيب محافظين مؤقتين لولاية قسنطينة، وسط مشاحنات ومشادات بين مؤيدي أمين المحافظة السابق مغراوي من جهة، والمناوئين له وأعضاء المكتب السياسي للحزب من جهة ثانية، في حضور أمني مكثف، ما أدى إلى نقل عملية التنصيب إلى مقر القسمة رقم واحد بشارع العربي بن مهيدي (الطريق الجديدة) بدل مقر المحافظة بالكدية. عرف أمس مقر محافظة حزب جبهة التحرير الوطني المتواجد بالكدية في قلب مدينة قسنطينة حركة غير عادية مند الصباح الباكر وسط أجواء مشحونة، جراء قرار إعادة تنصيب محافظ جديد للحزب بالولاية، الأمر الذي رفضه أعضاء بالمكتب الولائي والذين يرون بأنه قرار تعسفي ومخالف لأخلاقيات وأسس الحزب القائمة على التشاور، حيث قاموا بغلق المقر للتعبير عن رفضهم فكرة تنصيب أمين محافظة آخر دون استشارة الأعضاء. وصرح يعيش عبد القادر، رئيس المجلس الولائي، بأن القرار تعسفي وارتجالي ومسألة تصفية حسابات لا غير، مضيفا أن الأمين العام للحزب سعيداني، يريد تصفية الحزب من الموالين للأمين السابق للحزب السيد بلخادم، وتساءل عن سبب اختيار هذا الوقت لإصدار هذا القرار، خاصة مع وجود إدريس مغراوي في لندن، واعتبر أنه تصرف لا أخلاقي يضرب أسس ومبادئ الحزب عرض الحائط. وفي حدود منتصف النهار، وصل وفد المكتب السياسي إلى مقر المحافظة بحي الكدية حيث استقبله الموالون لمغراوي بهتافات، حيث قاموا بغلق المقر وكادت الأمور أن تخرج عن السيطرة لولا تهدئة الوضع، بعد أن قاموا بطردهم من المقر، ما استدعى نقل الاجتماع إلى مقر القسمة رقم 1 بحي العربي بن مهيدي، حيث تم تنصيب مصطفى معزوزي، عضو المكتب السياسي والمكلف بالتنظيم أحمد هباشي، برلماني وأمين محافظة سابق لولاية قسنطينة، أمينا انتقاليا لمحافظة قسنطينة شمال، وفؤاد خرشي أمينا لمحافظة قسنطينةجنوب. وأضاف معزوزي أن القرار الذي اتخذه الأمين العام للحزب سعداني، ليس وراءه أي خلفيات سياسية ولا تصفية حسابات، ولكنها أمور هيكلية وتنظيمية تمس مجموعة من الولايات، موضحا أن العمل السياسي وفق النمطية التي كان يعمل بها الحزب في السابق أصبحت غير مجدية، خاصة مع اقتراب الانتخابات.