مناضلون يغلقون محافظة قسنطينة ويتهمون سعداني بزعزعة الاستقرار قام أمس منتخبون وأعضاء قسمات بغلق مقر محافظة الآفلان بقسنطينة احتجاجا على قرار إعادة الهيكلة وتنحية المحافظ في غيابه و منعوا عضوين بالمكتب السياسي من تنصيب هيئتين انتقاليتين كما حدثت مناوشات بين موالين لأمين المحافظة وخصومه مع تراشق بالتهم. المحافظة عرفت بداية من الساعة العاشرة صباحا تجمع منتخبين بالمجالس البلدية والمجلس الولائي و مناضلين وأعضاء بمكتب المحافظة، الذين أصدروا بيانا يحمل ختم 13 قسمة يعد الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة، تم من خلاله اعتبار قرار تنحية إدريس مغراوي بالتعسفي، مستغربين حدوث مثل هذه الخطوة في ولاية حقق فيها الحزب نتائج معتبرة في الانتخابات البرلمانية والمحلية بالحصول على خمس بلديات ورئاسة المجلس الولائي وخمسة مقاعد في البرلمان ومقعد مجلس الأمة، محملين الجهات المركزية المسؤولية الكاملة في خلق تصدع وفوضى داخل صفوف الحزب. المحتجون و بعد أن بلغهم خبر تنصيب محافظين جديدين صعدوا في اللهجة وقاموا بغلق البوابة الرئيسية وبمجرد وصول عضوا المكتب السياسي "معزوزي مصطفى" المكلف بالتنظيم و "بومهدي أحمد" المكلف بالعلاقات تصاعد الهتاف مع حمل صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و اتهام سعداني وطاقمه بالموالاة لبن فليس، وهو ما دفع المسؤولين إلى التراجع عن دخول المحافظة واتخذ وا قرارا بأن تتم عملية التنصيب بمقر القسمة الأولى بشارع العربي بن مهدي التي تم التنقل إليها بصعوبة بعد أن التف مناصرو "إدريس مغراوي" حول السيارة، كما حدث تشابك لفظي وتراشق بالتهم حيث اتهم الأمين العام للحزب من طرف محتجين بإدعاء مساندة بوتفليقة لكنه حسبهم يعمل لصالح بن فليس وكاد الأمر أن يتطور إلى مواجهات بعد مغادرة الوفد لولا تهدئة النفوس من طرف عقلاء، وكان عناصر الأمن يراقبون الوضع عن بعد لكنهم لم يتدخلوا لعدم حدوث ما يتطلب ذلك إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه من تشنج بمواصلة غلق المحافظة واصطفاف المعارضين لمغراوي في الرصيف المقابل . عملية تنصيب مكتبين مؤقتين لتسيير المرحلة الانتقالية بالمحافظتين اللتين تم استحداثهما حضرها عدد من المناضلين ونواب بالبرلمان وأعضاء بمكتب المحافظة، وقد أكد المكلف بالتنظيم على مستوى الحزب بأن إعادة الهيكلة تدخل في إطار توسيع انتشار الحزب و إعادة ترتيب البيت وفق المقتضيات الجديدة، وقال أن الخطوة تدخل ضمن الاستعداد للانتخابات الرئاسية وللأهمية القصوى التي تمثلها قسنطينة سياسيا وحزبيا وما تعرفه من توسع سكاني يقتضي حسبه، التكيف هيكليا وكسر النمطية القديمة، معلنا عن رفع عدد القسمات وإنشاء محافظتين واحدة للجهة الشمالية وأخرى جنوبية ومشيرا بأنه لا يوجد خلاف مع المحافظ ولا من هم معه وأن المسؤول يظل عضوا بمكتب المحافظة الذي تم تعزيزه بمناضلين آخرين للتمكن من تسيير المرحلة الانتقالية وقد عين النائب في البرلمان "فؤاد خرشي" والمحافظ السابق "أحمد هباشي" على رأس اللجنتين الانتقاليتين وكلفا بتحضير انتخابات مكتبين جديدين ووضع تقسيم جديد للقسمات على المحافظتين. وقد استغرب بومهدي أحمد طريقة الاحتجاج وقال أنه لم يسبق وأن شاهد مثل تلك السلوكات غير الانضباطية مشيرا بأن قرار تعيين المحافظ من صلاحيات الأمين العام وأن الحزب يعمل على إعادة الهياكل التي أكد أن ما يحدث بها لم يسبق وأن شهده الحزب وأن المرحلة الحالية هي للتطهير والقضاء على ثقافة الشكارة والإقصاء حتى يقف الحزب على أرضية صلبة ويكون هناك تجنيد كامل لصالح مرشح الحزب عبد العزيز بوتفليقة، وشدد من حضروا التنصيب على كون من أغلقوا المحافظة دخلاء قالوا أنهم يعملون في ورشات تابعة للمحافظ السابق الذي يملك شركة بناء. المكتب السياسي وحسب المكلف بالتنظيم قرر رفع عدد المحافظات بولايات إستراتيجية مثل وهرانقسنطينةالمسيلة ومدن كبرى أخرى ويرى أن الفترة الحالية ملائمة جدا لترميم بيت الحزب، وعن المحافظة التي أغلقها مؤيدو المحافظ المعزول والذي لا يزال خارج البلاد أفاد قياديون بالحزب أنها ستفتح بالحوار وستلتئم صفوف الحزب تدريجيا ومنهم من يرى أن رد الفعل يعبر عن عدم نضج نضالي وفقط.