يتساءل قادة المعارضة عن توقيت خروج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عن صمته ”كتابيا” عبر برقية تخلط بين المواقف السياسية والتعزية لضحايا كارثة أم البواقي، وأن استقبلها الجميع بالإشادة بتدخله لتهدئة الصراع الدائرة في هرم السلطة، والذي تلوكه شخصيات محسوبة على السلطة منذ أيام. يربط الأمين العام لجبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، في تصريح ل”الفجر”، بين برقية التعزية للرئيس بوتفليقة، التي دعت في شقها الثاني إلى مسالة التكالب حول المؤسسة العسكرية، معتقدا أن الطبخة تكون قد استوت في أعلى هرم السلطة، وقال انه ”يبدو أنهم توصلوا إلى تفاهم حول الرئاسيات”، خصوصا وأنها جاءت على خلفية تعرض المؤسسة العسكرية وجنرالات في الجيش الى انتقاد كبير. ورفض جاب الله، وصف تدخل الرئيس بالمتأخر، ففي رأيه تعود المسألة إلى تقديرات كل مسؤول أو سياسي، مستغربا استهجان بعض الأطراف الفاعلة انتقاد مؤسسات الدولة، مفضلا أن يتم النقد الموجه بدون تشخيص، بدلا من النقد الذي كاله الأمين العام للافالان الذي زرع الضغائن والأحقاد وسط الجزائريين، مؤكدا أن البرقية عادية في شقها الأول المتعلق بتعزية ضحايا الكارثة. ويختلف موقف رئيس جيل جديد، جيلالي سفيان، عن سابقه، حيث يشير بغرابة إلى التحرك المتأخر من جانب بوتفليقة، الذي كان من المفترض أن لا يخلط في البرقية بين التعزية والتعبير عن موقف سياسي، موضحا أن ”هناك خلطا غير مفهوم” في مسالة تقديمه التعزية لضحايا الحادث المأساوي، ودعوة المسؤولين الى الحكمة وعدم إقحام المؤسسة العسكرية في الصراع قبيل الرئاسيات، وقال إن نهاية سعداني اقتربت برسالة بوتفليقة. وفي ذات السياق، نوهت الأحزاب الحليفة برسالة بوتفليقة التي وصفتها ب”القوية والحكيمة إزاء الوضع الحالي وما شابه من بعض التصريحات والتراشقات، أفرزت أجواء مشحونة تعكر محطة الرئاسيات القادمة، وفق ما ذكرت حركة تجمع أمل الجزائر، في هذا الصدد بمواقفها السابقة إزاء هذه التصرفات، في إشارة الى تصريحات سعداني.