أكدت مصادر مطلعة أن مجموعة قيادية من حزب جبهة القوى الاشتراكية، أجرت مشاورات ونقاشات مع زعيم الحزب، حسين آيت أحمد، بإقامته بسويسرا، تمحورت حول تعاطي الحزب مع الانتخابات الرئاسية القادمة، وبعبارة أدق العهدة الرابعة لبوتفليقة، حيث قرر الأفافاس عدم خوض أية حملة ضد بوتفليقة، والاكتفاء بالمقاطعة الشكلية، من خلال البقاء على مسافة مهادنة مع السلطة. المجموعة التي طارت إلى إقامة الزعيم آيت أحمد، كانت مكونة من عناصر قيادية في الأفافاس، وفي مقدمتهم السكرتير الأول، أحمد بطاطاش، وبعض المحسوبين على رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وهم مصطفى بوشاشي وأحمد جداعي السكرتير الأسبق للأفافاس. وحسب مصادر مطلعة، فإن عدم التجاوب مع رسالة حمروش، سهل الأمر في حسم الموقف. وأضافت أن اللقاء تناول الظروف التي تحيط بالعهدة الرابعة والرسالة التي قدمها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، والتي لم تلق أي رد من صناع القرار، وهو ما سيعلن عنه الحزب في أقرب الآجال ما دامت خيارات المقاطعة مؤكدة. الأطراف ذاتها، أرجعت الأمر إلى التقارب الذي حصل مؤخرا بين زعيم الحزب حسين آيت أحمد، والرئيس بوتفليقة، في شكل صفقة تمت سنة 2012، من خلال جر الأفافاس للمشاركة في الاستحقاقات التشريعية كشريك في الساحة السياسية وبديل تعتمد عليه السلطة في المواعيد السياسية. وتأتي هذه الأخبار لتؤكد الإشارات التي كان قد أطلقها رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، عندما تحدث عن صفقة بين حزب ديمقراطي وطرف إسلامي والسلطة، وهو ما يظهر حاليا بعد انتهاء المفاوضات التي أجراها الأفافاس والسلطة، قبل إعلان بوتفليقة عن نيته في الولاية الرابعة، وتمثلت في تقديم خريطة طريق نحو تغيير سلس وديمقراطي. وربطت المصادر، حسم الأمور بفشل آخر محاولة للتغيير التي تقدم بها حمروش في رسالته الأخيرة، ليبقى القرار النهائي مرتبط بإعلان الأمانة العامة لاجتماع المجلس الوطني للأفافاس، بالمقاطعة الشكلية، خلال الأيام القليلة القادمة.