أقر المؤتمر الخامس لجبهة القوى الاشتراكية الإبقاء على الزعيم التاريخي للحزب، حسين آيت أحمد، كرئيس شرفي للحزب، رغم إعلانه، أمس، تنحيه النهائي من قيادة الحزب، بعد 50 سنة من قيادته له، فيما يشهد اليوم ميلاد الهيئة الرئاسية التي ستخلف آيت أحمد في قيادة الأفافاس. استحدث المؤتمر، للزعيم آيت أحمد، منصبا اعتباريا ورمزيا، وكرس المؤتمرون الدا الحسين رئيسا شرفيا للأفافاس مدى الحياة، من دون صلاحيات تنفيذية. ويكرر هذا المشهد وضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في سلم هرم قيادة حزب جبهة التحرير الوطني كرئيس شرفي، وتنطبق الصورة بين بوتفليقة وآيت أحمد في التفصيل المتعلق بتنصيبهما رئيسين شرفيين، رغم عدم حضور كليهما إلى المؤتمر، بوتفليقة بالنسبة للمؤتمر الثامن الجامع للأفالان الذي عقد في جانفي، وآيت أحمد في المؤتمر الجاري. وفي اليوم الثاني للمؤتمر، استغرق المؤتمرون في مناقشة القانون الأساسي للحزب، وتمت المصادقة على القانون الأساسي، وثار جدل كبير خلال المناقشات حول المادة المتعلقة بكيفية انتخاب الهيئة الرئاسية الخماسية، بين اتجاهين، يتصل الأول بالقائمة المغلقة والثاني بالقائمة المفتوحة، وحاز الاقتراح الأول على الموافقة بالأغلبية الساحقة، فيما لم يحظ الاقتراح الثاني سوى ب40 صوتا. كما تم تنصيب لجنة إثبات عضوية المرشحين لعضوية المجلس الوطني، الذين سيتم انتخابهم اليوم، قبل التفرغ لانتخاب أعضاء الهيئة الرئاسية بالاقتراع على القائمة المغلقة، تتضمن خمسة أعضاء. واحتد الصراع بشكل كبير بين قائمة السكرتير الأول للحزب، علي العسكري، التي تضم رشيد حاليت وكريم بالول وسليمة غزالي ومحند أمقران شريفي، ومجموعة السكرتير الأسبق أحمد جداعي، للفوز بالهيئة الرئاسية. ويسعى جداعي إلى العودة إلى الصف الأول في الحزب، مستفيدا من رصيده السياسي السابق خلال إدارته الناجحة للحزب في ,1997 فيما يستفيد علي العسكري من دعم فدراليات قوية، كفدرالية تيزي وزو وكوادر مقربة من آيت أحمد. وتعرض جداعي، أمس، خلال النقاش المفتوح في المؤتمر، إلى انتقادات حادة من بعض المؤتمرين، صنفها بعض المشاركين ضمن خانة ''الحرب الاستباقية'' لقطع الطريق على جداعي، فيما طالبت كتلة من نواب الحزب في البرلمان، بإخراج الحزب من النزاع الجهوي، واقترحت تقسيم الوطن إلى خمس مناطق، على أن تضم كل قائمة مغلقة خمسة أشخاص مرشحين للهيئة الرئاسية، يمثل كل شخص منطقة، بهدف تفادي الوقوع في فخ هيئة رئاسية من منطقة واحدة تدير الحزب. ويحسم المؤتمرون، اليوم، الصراع بين قائمة العسكري ومجموعة جداعي، لاستخلاف آيت أحمد، والفوز بسلطة اختيار السكرتير الأول، لكن الصراع الحقيقي الذي سيخوضه الأفافاس، ابتداء من يوم غد الأحد، يرتبط بقدرة الحزب على الخروج من مرحلة صناعة القرار من قبل ''الزعيم'' إلى مرحلة صناعة القرار في ''المؤسسات''، ومن التسيير السياسي عن بعد، إلى الإدارة السياسية المباشرة.