بلغت محادثات تجري بين شركة النفط الماليزية المملوكة للدولة ”بتروناس” وشركة سوناطراك مرحلة متقدمة لشراء 18 شحنة من الغاز الطبيعي المسال على مدى ثلاث سنوات. وقالت مصادر مطلعة لوكالة ”رويترز” الإخبارية إن شركة ”بتروناس” الماليزية التي تديرها الدولة تجري محادثات بلغت مرحلة متقدمة لشراء 18 شحنة من الغاز الطبيعي المسال من الجزائر على مدى ثلاث سنوات. وتظهر تلك الخطوة رغبة الجزائر المتزايدة للتحول صوب مبيعات الغاز الطبيعي المسال الأعلى ربحية، بعدما خفضت كميات الغاز التي تصدرها إلى إيطاليا عبر خط أنابيب بمقدار النصف العام الماضي. وأشار المصدر ذاته إلى أن شركة ”بتروناس” تستعد لتستلم من أربع إلى ست شحنات من الغاز الطبيعي المسال سنويا من الجزائر، بمقتضى الصفقة المزمعة. وسوف تستخدمها جزئيا للتعويض عن فقدان امدادات من عملياتها في مصر رغم أن ذلك لا يبدو السبب الأساسي. وقالت مصادر تجارية لوكالة ”رويترز” الإخبارية أن الجزائر باعت مؤخرا شحنة أو شحنتين ل”بتروناس” في صفقات كل منها شحنة واحدة. وتشتري ”بتروناس” الغاز الطبيعي المسال من محطة إدكو المصرية لتسييل الغاز، بجانب كميات أخرى من ”بي.جي غروب” البريطانية و”جي.دي.إف سويز” الفرنسية بمقتضى عقود طويلة الأجل. لكن قرار مصر بتحويل إمدادات الغاز إلى السوق المحلية أدى إلى تقليص صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما اضطر ”بي.جي غروب” لشراء ست شحنات من الغاز النيجيري من منشأة تديرها ”إينل” الإيطالية. وطرحت الجزائر التي تعتبر أكبر منتج للغاز في أفريقيا، عددا من المزايدات لبيع إمدادات بعقود فورية ومتوسطة الأجل من الغاز الطبيعي المسال لمشترين من آسيا وحوض الأطلسي الصيف الماضي، وذلك في خروج عن سياستها السابقة القائمة على التعاقد مع المشترين بعقود طويلة الأجل. وتنتج الجزائر حاليا حوالي 205 مليون طن معادل نفط سنويا في المتوسط، يخصص 50 مليون طن معادل نفط للاستهلاك المحلي، فيما تنتج شركة سوناطراك حوالي 150 مليون معادل نفط بجهودها الذاتية مقابل 55 مليون طن لشركائها الأجانب. وتعتبر الجزائر أول دولة في العالم تنجح في تسييل الغاز الطبيعي، وتضمن الجزائر 12 إلى 15 بالمائة من الطلب الإجمالي الأوروبي على الغاز المسال.