تسببت التعطلات المتكررة التي لحقت بمصنعي أرزيو وسكيكدة في تراجع إمدادات الجزائر من الغاز، خاصة المتوجهة نحو إسبانيا، حيث أكدت مصادر إسبانية أنه لم يتضح ما إذا كان المجمع الطاقوي الجزائري “سوناطراك” قد ألغى شحنات الغاز الطبيعي المسال المقرر إرسالها من محطة أرزيو أم أنه إعادة جدولة شحنات أخرى بسبب مشاكل تقنية طالت المصنع، ومن المقرر أن تنطلق محطة أرزيو 3 التي هي قيد الإنجاز الإنتاج شهر مارس المقبل. قالت وكالة “رويترز” الإخبارية إن الإنتاج الجزائري من الغاز الطبيعي المسال يواجه نكسات في محطات التصدير الرئيسية في كل من أرزيو وسكيكدة، في حين ارتفعت الأسعار الفورية 19.05 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الجمعة، مقارنة مع حوالي 18.85 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية الأسبوع الماضي بسبب الطلب الكبير من الصين واليابان. وقالت مصادر من المجمع الطاقوي الجزائري “سوناطراك” لوكالة “رويترز” إن المجمع الجزائري أعلن عن تراجع الإنتاج في محطتي 1 و 2 في منشأة أرزيو. وقال ذات المصدر إن هذا لا يمكن أن يتم تأكيده والعمل على رفع مستوى المحطتين اللتين تتوفران على منشآت قديمة هي التي تسببت في مشاكل الإنتاج. وأوضح ذات المصدر في الوقت ذاته أنه لم يتضح ما إذا كانت سوناطراك ألغت شحنات الغاز الطبيعي المسال من أرزيو، أو إعادة جدولة شحنات ببساطة بسبب المسائل الفنية التي تعاني منها المحطتان. وقال مصدر الوكالة إن سوناطراك تخطط لاستبدال خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي المسال لعملائها بإسبانيا. وأضاف المصدر أن المجمع الجزائري يخطط لبدء عمليات صيانة جزئية في المحطتين 1 و2 في منشأة أرزيو شهر مارس 2014، في حين من المقرر أن يبدأ الإنتاج خلال تلك الفترة في محطة أرزيو 3، التي هي حاليا قيد الإنشاء. أما فيما يخص محطة سكيكدة، أضاف المصدر أنه من المتوقع أن تنتهي الصيانة فيه هذا الأسبوع، لتعود المحطة إلى التصدير، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الجزائر 4.5 مليون طن سنويا، وفقا لذات المصدر، مشيرا إلى أنه في حال حدوث أي خلل في صادرات الغاز الطبيعي المسال الجزائري قد يحد من ازدهار سوق إعادة التصدير في إسبانيا، وتشديد الإمدادات إلى آسيا. ويذكر أن شركة “سامسونغ” الكورية قامت بتنفيذ أعمال صيانة وتجديد لمصفاة سكيكدة بهدف رفع قدرات إنتاج المصفاة بحوالي 1.6 مليون طن إضافية لتصل إلى 16.6 مليون طن منها 4.7 مليون طن من الغاز و2 مليون طن من البنزين بكل أنواعه، بحلول 2014. وتمتلك الجزائر حاليا 6 مصافي تكرير عاملة بكل من سكيكدة شرق البلاد وأرزيو غرب البلاد ووحدتين للتكرير بالعاصمة الجزائر ووحدة بحاسي مسعود في الجنوب، بالإضافة لمصفاة صغيرة الحجم بولاية أدرار في أقصى الجنوب الغربي على بعد 1800 كم من العاصمة. وتقدر الطاقة القصوى للتكرير، التي تمتلكها الجزائر حاليا نحو 23 مليون طن سنويا من النفط الخام وحوالي 5 ملايين طن من المكثفات، إلا أن ارتفاع الاستهلاك المحلي فاقم العجز ودفع إلى اللجوء إلى الأسواق الدولية لاستيراد الوقود نتيجة ارتفاع نمو الاقتصاد، وتوسع حظيرة السيارات وانخفاض أسعار المنتجات المكررة، الذي يشجع على التهريب والتبذير.