الرئيس يظهر داخل سيارة مصفحة "صورة بلا صوت" وقفات وتظاهرات للتنديد بالعهدة الرابعة اليوم وبعد غد الخميس قضى أمس، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على مجمل التكهنات، قبل ساعات من نهاية مهلة المجلس الدستوري، في خوضه غمار رئاسيات 17 أفريل، حيث ظهر ”صورة بلا صوت” بعد عصر أمس، وهو يتوجه لإيداع ملف ترشحه. انتظر ممثلو وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وسط استنفار أمني من رجال الشرطة، الذين ”تسمروا” منذ الساعات الأولى من بزوغ ضوء النهار، أمام واجهة مقر المجلس الدستوري ببن عكنون، لتقصي أنباء تقدم بوتفليقة بأوراق ترشحه إلى رئيس المجلس مراد مدلسي، ليظهر في حدود الساعة الخامسة مساء، موكب رسمي كبير، ودخل مقر المجلس، حيث حاول رجال الإعلام التقاط صور بوتفليقة، الذي شغل الكرسي الأمامي للسيارة، حتى يضع جدلا لاحتمالية إيفاد ممثلين عنه لإيداع الملف، وقد أخرج يده اليمنى ملوحا للصحفيين الذين كانوا بالعشرات، بينما دخلت سيارته موقف هيئة مدلسي، والموكب الرسمي الذي كان عددها يقارب العشرة، دون أن يحدث المفاجأة ويخرج كما فعل بقية المترشحين الذين أودعوا ملفات ترشحهم ويناهز عددهم 4 وهم راجلون. وانتظر الإعلاميون قرابة الساعة، قبل أن يعاود رجال الشرطة تأمين خروجه، إذ ظهر مجددا وبشكل باهت في مقدمة سيارة الموكب، ”صورة بلا صوت”، ليعاود التلويح من نافذة المركبة من دون أن يخرج إلى الملأ بتصريح انتظره الجزائريون قبل دخوله مستشفى فال دوغراس في فرنسا، لتغادر السيارة المكان. وسبق قدوم بوتفليقة وصول سيارات نفعية، في حدود منتصف النهار، إلى مقر المجلس الدستوري وعلى متنها استمارات التوقيعات الخاصة بترشح الرئيس بوتفليقة لرئاسيات 17 أفريل المقبل. كما تكون الشرطة قد استبقت ارتكاب الرجل الثاني في ”الفيس” المحل علي بلحاج، الذي كان متواجدا قبل نحو ساعتين من وصول بوتفليقة، أي تهور، بتوقيفه، وهو ما يوحي بأنه تبادر إلى مسامعه وجود هذا الأخير بالمقر، وبعد أن رفع يافطة كتب عليها عبارة ”المجلس الدستوري أداة مسيسة بيد من عينه”، وعبارة أخرى ”المجلس الدستوري المعين فاقد للأهلية” ليتم تحويله إلى مركز الأمن بحسين داي. وفي سياق ذي صلة، كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر”، أن الرئيس بوتفليقة ”قاوم” طلبات ودعوات للترشح كانت في شكل ضغوطات، إلى غاية نهار أول أمس، حيث أبلغ محيطه بأنه متخوف من معارضة قد تحدث فوضى في البلاد، ومن بين الشخصيات التي مارست ضغوطات على الرئيس بوتفليقة حسب ذات المصادر بن عمر زرهوني والشيخ الغافور اللذان زاراه في المنزل أول أمس، كما توجه إليه حسب نفس المصادر قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح الذي طلب منه عدم التراجع والترشح لعهدة جديدة رغم أن الرئيس أبدى عدم رغبته في الترشح. أمين لونيسي على أمل انسحابه من سباق المرادية وقفات وتظاهرات للتنديد بالعهدة الرابعة الخميس القادم يستعد مئات الشباب والنخبة والطلبة لتنظيم وقفات يوم الخميس القادم، أمام المجلس الدستوري وبشوارع العاصمة، تنديدا بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل القادم، على أمل أن يستجيب لهذه الجماهير ويتراجع عن السباق. تتواصل ردود الأفعال المناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة في منصب القاضي الأول في البلاد، الذي أعلن عنه الوزير الأول عبد المالك سلال مؤخرا، في مختلف الأوساط الشعبية والجماهيرية ومن فئات اجتماعية مختلفة، حيث شرعت العديد من فئات النخبة الجديدة من جامعيين ومحامين وأطباء ونقابيين ونشطاء حقوقيين في التحضير للاحتجاج يوم الخميس القادم، امام مبنى مقر المجلس الدستوري، ببلدية الأبيار بأعالي العاصمة، أملا في إرغام الرئيس بوتفليقة الذي يقود البلاد منذ أفريل 1999، على التراجع عن فكرة الترشح، خاصة وأن وضعه الصحي لا يسمح له بذلك، حسب تعبير العديد من الناشطين والسياسيين. وستكون هذه الوقفة حسب الأصداء الواردة عن بعض الذين يرتبون لتنظيمها سلميا، وفي إطار احترام قوانين الجمهورية، بمثابة خير دليل على أن ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، لم يكن مطلبا شعبيا كما روج له الوزير الأول عبد المالك سلال. وكانت الجزائر العاصمة وتحديدا ساحة أودان، قد شهدت السبت الماضي، وقفة سلمية حضرها المئات، أغلبهم من نخبة المجتمع بمن فيهم إعلاميون، للتنديد بترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وهي الوقفة التي عرفت توقيفات في صفوف الإعلاميين، كما عرفت عدة ولايات وطنية خلال نفس اليوم، مظاهرات للتنديد بترشح الرئيس لولاية رئاسية رابعة، وعرف خلال نفس اليوم أيضا ميلاد حركة ”بركات”، المناهضة لترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة من منطق أن الرئيس لم يخاطب شعبه منذ تعرضه لوعكة صحية في أفريل الماضي.