أخلط تراجع واردات السيارات في الجزائر الذي فاق 50 بالمائة أوراق العلامة الفرنسية ”رونو” التي ارتفع مؤشر القلق لديها، ما دفعها إلى خفض توقعاتها لنمو السوق العالمية هذا العام ب2 بالمائة. وقال مدير مبيعات الشركة الفرنسية ”رونو” جيروم ستول في معرض جنيف للسيارات أمس الأول أن الشركة خفضت توقعها لنمو المبيعات العالمية بنسبة 2 بالمائة وهو المعدل الذي كانت تتوقعه سابقا، موضحا في الوقت نفسه أنه ”بالرغم من ظهور علامات انتعاش في أوروبا فإننا نرى مصاعب في الأسواق الناشئة”، مشيرا إلى طلب أضعف من المتوقع لاسيما في الجزائر وروسيا والأرجنتين وتركيا. وأكدت الأرقام الأخيرة التي نشرتها مديرية الجمارك تراجع واردات الجزائر من السيارات منذ بداية السنة الجارية بأزيد من 50 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث استوردت الجزائر 23682 مركبة، فيما تراجعت قيمة استيراد السيارات ب37 بالمائة، إذ تراجعت من 600 مليون دولار إلى 382 مليون دولار، ويرجع هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب إضافة إلى المستوى ”الهام” للمخزون، وكذا توجه مصاريف العائلات نحو العقار، فيما بدا انخفاض الواردات شهر نوفمبر الماضي حيث تم استيراد 18831 سيارة مقابل 39357 وحدة خلال نفس الشهر من سنة 2012 أي انخفاض بأزيد من 52 بالمائة. وأوضحت وكالة ”رويترز” أنه بعد تباطؤ المبيعات على مدى 6 سنوات بدأت سوق السيارات في أوروبا تظهر مؤشرات على التعافي مع خروج الدول الأوروبية من حالة الركود، بما في ذلك الدول الأشد تضررا من أزمة الديون السيادية. وأظهرت بيانات الصناعة يوم الاثنين المنصرم ارتفاع مبيعات السيارات في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا الشهر الماضي وانخفاضها في فرنسا. لكن بعض الأسواق الناشئة مثل البرازيل وروسيا تشهد تباطؤا في الطلب وتخشى الشركات أن تؤدي أحدث موجة من التقلبات التي أثارها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا إلى مزيد من الضعف. وقال كريستيان كلينجلر مدير مبيعات شركة ”فولكسفاغن” الألمانية أكبر شركة أوروبية لصناعة السيارات لوكالة ”رويترز” خلال المعرض ”هبطت عملات بعض الدول ب20 و30 و35 بالمائة. وهذا أمر له عواقبه دائما .. وعواقب وخيمة جدا إذا لم يكن هناك إنتاج محلي”. وقال مارتن فينتركورن الرئيس التنفيذي لفولكسفاغن ”نحن شريك تجاري رئيسي لروسيا ونراقب أوكرانيا وروسيا بقلق”. لكن مسؤولي الشركات مازالوا متفائلين في الأغلب بشأن مستقبل صناعة السيارات العالمية ويشيرون إلى استمرار الطلب القوي في الصين - أكبر سوق سيارات في العالم - وإلى انتعاش في الولاياتالمتحدة.