تراجعت مبيعات السيارات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في 27 عاما في جانفي، وهو انخفاض أكبر من المتوقع جعل السوق الأمريكية الراكدة تصبح أقل من السوق الصينية لأول مرة. وقد تراجعت السوق الأمريكية متأثرة بشركتي جنرال موتورز وكرايسلر، اللتين تكافحان لإعادة الهيكلة بموجب برنامج إنقاذ حكومي بقيمة 4,17 مليار دولار. وتراجعت مبيعات كرايسلر بنسبة 55 بالمائة، ومبيعات جنرال موتورز بنسبة 49 بالمائة. وعانت شركة فورد التي تعتبر صاحبة أفضل موقع بين شركات السيارات الأمريكية المتعثرة، من تراجع بنسبة 40 بالمائة، وسجلت شركة صناعة السيارات تراجعا بلغ 64 بالمائة في مبيعات السيارات من طراز فولفو التي قد تبيعها. وقالت الشركة التي سجلت خسائر سنوية قياسية بلغت 6,14 مليار دولار في العام الماضي، إن لديها مبالغ نقدية كافية للنجاة من التباطؤ الاقتصادي، دون الحصول على مساعدة من الحكومة الأمريكية. وهبطت مبيعات سياراتها من طرازات فورد ولنكولين وميركوري بنسبة 9,38 بالمائة في جانفي، عما كانت عليه العام الماضي. وقالت فورد إن الطلب في تجارة التجزئة استقر فيما يبدو خلال الأشهر الأربعة الماضية، وتتوقع اتخاذ إجراءات نقدية ومالية في المستقبل لتحسين الأحوال في النصف الثاني من العام. وأظهرت النتائج الأولية لمختلف التحاليل أن مبيعات السيارات الأمريكية وصلت إلى أدنى مستوى على أساس سنوي من عام 1982 لتواصل مسلسل تراجع مستمر على مدى 15 شهرا. وخفضت جنرال موتورز خطتها الإنتاجية في الربع الأول بنحو %10. وواصلت جنرال موتورز وكرايسلر تقديم خصومات جديدة لمحاولة التخلص من المخزون وتشغيل خطوط الإنتاج مجدّدا. ومن المحتمل أن تستمر هذه الحالة لبعض الوقت، في الوقت الذي لا يتم فيه اتخاذ إجراءات خاصة لتشجيع الطلب المحلي على السيارات. وقال مسؤول في صناعة السيارات إنه من الصعب أن تنتعش صناعة السيارات مرة أخرى، في حال عدم خروجها من الأزمة. وعبر عن قلقه، حيث لم تتخذ الحكومة أية إجراءات خاصة حتى الآن، باستثناء خفض ضريبة الإنفاق الفردي. وأضاف أنه من الممكن أن تنتعش السوق المحلية والصناعة، في حال اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل إنعاش صناعة السيارات، على غرار ما حدث في الدول الأخرى، بما فيها الدول المتقدمة.