خبراء يطالبون ب"حملة ذات منفعة عامة" لتوعية المواطنين بأهمية الخدمة حقق متعاملا الهاتف النقال أريدو وموبيليس أرباحا مذهلة جاوزت 30 مليار دولار في ظرف 3 أشهر من إطلاق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال في الجزائر، في الوقت الذي بلغ عدد المشتركين في هذه الخدمة المليون زبون مع ترجيح مضاعفة هذا الرقم خلال الأشهر المقبلة. قدّر أمس مصدر من قطاع الاتصالات ل”الفجر” عائدات شركات النقال المحصلة منذ إطلاق تقنية الجيل الثالث بثلاثة آلاف مليار دينار بمعدل ألف مليار دينار شهريا للمتعاملين، باعتبار أن عدد الزبائن المشتركين في الخدمة فاق المليون مشترك، كما توقع المصدر مضاعفة هذا الرقم خلال الأسابيع المقبلة فور التحاق المتعامل جيزي بركب سباق الجيل الثالث وإطلاقه لمجمل العروض والخدمات، خاصة وأن هذا الأخير يستحوذ على حصة الأسد من زبائن الجيل الثاني. وفي هذا السياق وصف خبير تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار في تصريح ل”الفجر”، هذه الأرقام ب”دليل نجاح عملية إطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال في بلادنا بكل المقاييس”، معتبرا إياها نتائج ”غير متوقعة”، و”فاقت حتى توقعات سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بكثير” والتي سبق لها أن صرحت أن عدد المشتركين في هذه الخدمة سيصل سقف 3 مليون زبون بعد انقضاء 5 سنوات، بينما فاق العدد مليون مشترك في ظرف 3 أشهر رغم عدم تعميم الجيل الثالث عبر كامل ولايات الوطن بعد. ودعا يونس قرار مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع على غرار شركات الاتصالات، سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ”أربيتي” وجمعيات حماية المستهلك، إلى عدم التقصير في توعية وتحسيس المستخدمين، من خلال توفير كافة المعلومات المتعلقة بهذه الخدمة والفائدة المرجوة منها وكيفية استخدامها لكي لا تنتهك حقوق الزبون، معتبرا أن جل المشتركين لا يزالون ضائعين وسط عروض الجيل الثالث التي يطرحها المتعاملون في السوق وصيغها المختلفة، رغم أن كل صيغة تتناسب ومتطلبات شريحة معينة من الزبائن، مضيفا ”القيام بعملية إعلامية ضخمة لتصحيح الوضع ”إلزامية” خاصة في بداية إطلاق الخدمة”. من جهة أخرى، قال ذات الخبير أن هذه النتائج المبهرة التي تحققها خدمة الجيل الثالث في الجزائر من شأنها جر المجمع العمومي ”إتصالات الجزائر” إلى ”الإفلاس”، مشيرا إلى أن الجيل الثالث هو حل ”تكميلي” لخدمة الأنترنت الثابت وليس تعويضي لها، لذلك وجب تحسين الخدمات المقدمة من قبل المجمع العمومي وإلا فقد هذا الأخير زبائنه، في ظل معاناتهم في طوابير للحصول على خط هاتفي أو ربط بالشبكة العنكبوتبة، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة وتذبذب الشبكة، وما زاد الطين بلة -يضيف قرار - سوء الخدمة المقدمة على مستوى الشبابيك، مما جعل الزبون يفر منها ويلجأ إلى الاستفادة من الأنترنت لدى المتعاملين الهاتفيين، مؤكدا أن مواصلة اتصالات الجزائر على هذا المنوال ستجعلها تدفع الثمن بفقدان زبائنها.