عزت الأممالمتحدة أمس فشل العملية السياسية في ليبيا إلى لانقسام الحاد الناتج عن الخلاف حول إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد، حيث نجحت أزمة نفط حادة في ركن حكومة علي زيدان على الهامش، إذ تعد أول شحنة نفط بيعت في إقليم برقة خارج إطار سلطات البلاد القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت البرلمان إلى إقالة حكومة زيدان، التي طالتها حملة انتقادات واسعة والمتهمة بالفشل الذريع في تسيير البلاد، خاصة ما تعلق منها ببسط الأمن والسيطرة على المرافئ النفطية بعد مرور أزيد من سنتين على ثورة فبراير التي أسقطت النظام السابق. قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للدعم في ليبيا طارق متري أمس أن الاستقطاب الحاد الناتج عن الخلاف حول إدارة المرحلة الانتقالية يعكس انقساما سياسيا وأيديولوجيا كبيرا، وأشار متري في التقرير الذي قدمه أمام مجلس الأمن ونشرته بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا أن المحاولات الحثيثة لحل الخلافات والوصول إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية لم تنجح في وضع حد للانقسام الذي تسبب في شلل المسار السياسي في ليبيا، ما دفع حسبه إلى تزايد وتيرة الاحتجاجات في الآونة الأخيرة وارتفاع موجة الغضب على أداء حكومة البلاد، كما أقّر التقرير الأممي بغياب التوافقات السياسية حول بناء الجيش الوطني الليبي ودمج الثوار وجمع السلاح ما كبّل قدرة الدولة على تحمل مسؤولياتها حيال الأمن في البلد، مشيرا إلى عدم شرعية قرار نقل النفط الخام على الناقلة مورنينغ غلوري التي ترفع علم كوريا الشمالية عبر ميناء السدرة، معتبرا الخطوة خرق لسيادة ليبيا على مرافئها ومواردها الطبيعية. وكان المؤتمر الوطني الليبي قرّر أمس الأول حجب الثقة عن حكومة زيدان وإقالته من منصبه وتعيين وزير الدفاع عبد الله الثني مسيراً مؤقتاً لشؤون البلاد والقائم بأعمال رئيس الوزراء، كما قرر البرلمان الليبي إجراء انتخابات برلمانية خلال 3 أشهر، وأصدر الادعاء الليبي مذكرة منع سفر في حق رئيس الوزراء المقال المتهم حسب هذه الهيئة بالفساد واستغلال النفوذ، لكن أمر المنع جاء متأخرا وتمكن زيدان من مغادرة البلاد قبل صدور منعه من السفر، مارًا بمالطا التي حل بها ليلة أمس الأول قبل الانتقال إلى ألمانيا، حيث أكّد رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات أن رئيس الوزراء الليبي المقال علي زيدان توقف في مالطا مدة ساعتين لتزويد الطائرة التي كان على متنها بالوقود، قبل أن يتوجه إلى ”دولة أوروبية أخرى”، دون تحديد وجهة زيدان، فيما تداولت وسائل الإعلام وصول زيدان إلى ألمانيا.