تسير القرم بخطى ثابتة نحو الانضمام لروسيا بعد الاستفتاء الذي أفضى لصالح الالتحاق بموسكو بالأغلبية الساحقة، حيث توجه أمس المجلس الأعلى لجمهورية القرم بطلب رسمي إلى موسكو لقبول شبه الجزيرة في قوام روسيا الاتحادية، في ظل التنديد الدولي خاصة الأمريكي والأوروبي بهذه الخطوة واصفين إياها بالخارجة عن القانون، ما دفع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على 21 مسؤولا روسياوأوكرانيا، تضمنت حظر سفرهم إلى دول الاتحاد وتجميد أصولهم المالية، في انتظار ردّ الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي يتوجه اليوم بخطاب بشأن قبول الانضمام الرسمي لشبه الجزيرة. جاءت الخطوة الأوروبية على خلفية الاستفتاء الذي أُجري في شبه جزيرة القرم الذي صبّت نتيجته لصالح انفصال الإقليم عن أوكرانيا وانضمامه لروسيا، وتم إعلان فرض العقوبات على المسؤولين الروس والأوكرانيين الذين لم يعلن عن أسمائهم عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل على خلفية ما وصف ب”الدور الذي لعبوه في تمرير هذا الاستفتاء” الذي تعتبره كييف وواشنطن والاتحاد الأوروبي ”غير دستوري”، ونفس الخيار تتبناه الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تحدثت عن عقوبات مشابهة، حيث أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن موقف مماثل للموقف الأوروبي، وتحدث عن إمكانية فرض عقوبات إضافية على موسكو محذرا نظيره الروسي فلاديمير بوتين بان الولاياتالمتحدة وحلفائها لن يعترفوا ”مطلقا” بنتائج الاستفتاء حول انضمام القرم. وكان استفتاء التحاق شبه جزيرة القرم بروسيا أفضى إلى فوز ساحق لمؤيدي هذا الانضمام، حيث صوّت سكان القرم بنسبة 96.6% لصالح الانضمام إلى روسيا والذي أعلنت نتائجه صبيحة أمس من طرف رئيس الوزراء الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف على موقع تويتر، وجرى الاستفتاء الذي اعتبرته السلطات الانفصالية وموسكو ممارسة للديمقراطية الشعبية، تحت حماية ألاف الجنود الروس الذين يسيطرون على المنطقة منذ أسبوعين الى جانب عناصر ميليشيات انفصالية. واجتمع البرلمان المحلي لشبه الجزيرة في جلسة استثنائية أمسمسأمس للمصادقة رسميا على طلب انضمام يوجهه الى روسيا ويؤكد النتائج النهائية لصالح هذه الخطوة، إذ توجه نواب من القرم إلى مجلس الدوما الروسي الذي يُحظّر مشروع قانون حول ضم شبه الجزيرة الى روسيا، وجاء في قرار صدر عن المجلس الأعلى لبحث نتائج الاستفتاء ” تتوجه جمهورية القرم ممثلة في المجلس الأعلى لها الى روسيا بطلب قبولها في قوام روسيا الاتحادية كوحدة إدارية جديدة مع الحفاظ على وضعها القانوني كجمهورية”، وكانت سيمفروبول عاصمة الجمهورية الانفصالية قد استبقت الإعلان النهائي لنتائج الاستفتاء ورفعت مساء أمس الأول النشيد الوطني الروسي. وعلى الرغم من نتيجة الاستفتاء لا يزال الخلاف قائما بين أوباما وبوتين بهذا الصدد، حيث طلب الرئيس الأمريكي من نظيره الروسي القبول بنشر مراقبين دوليين لمراقبة عمليات توغل القوات الروسية في أوكرانيا، غير أن بوتين ردّ بأن مهمة بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يجب أن تمتد الى جميع المناطق الأوكرانية بما يشمل كل معاقل الناطقين بالروسية في الشرق.