هدّدت روسيا بقطع الغاز عن أوكرانيا ودول أوروبية ردا على عقوبات غربية فرضت عليها بسبب ما يوصف بتدخلها العسكري في إقليم القرم الذي قالت كييف إن عدد الجنود الروس فيه ارتفع إلى ثلاثين ألفا. قالت شركة (غازبروم) التي تحتكر تصدير الغاز الروسي إن أوكرانيا لم تسدد فاتورة الغاز لشهر فبراير الماضي وقيمتها 440 مليون دولار لتصل متأخراتها إلى 1.89 مليار دولار ولمّحت إلى أنها قد توقف ضخ الغاز. وهوّنت واشنطن من تهديد الشركة بوقف ضخ الغاز إلى أوكرانيا عبر أنابيب تزوّد أيضا دولا بغرب أوروبا بينها ألمانيا بهذه المادة. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إنه ليس هناك ما يشير حاليا إلى احتمال حدوث نقص كبير في إمدادات الغاز الروسي، وأضاف أن هناك مخزونات مهمة منه في المنطقة حاليا. وكانت روسيا قد قطعت عام 2009 الغاز عن أوكرانيا، مما تسبب في أزمة كبيرة في دول أوروبية في ذروة الشتاء. وجاء تهديد شركة غازبروم الروسية بعد يوم من فرض واشنطن إجراءات عقابية ضد موسكو تشمل حظر سفر مسؤولين روس وتجميد أرصدتهم، ووقف الاتحاد الأوروبي محادثات مع روسيا حول تأشيرات الدخول. وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الروسي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري من مغبة اتخاذ خطوات (متسرعة ومتهورة) يمكن أن تلحق ضررا بالعلاقات بين البلدين. ونقل بيان للخارجية الروسية عن لافروف قوله إن العقوبات سترتد حتما على الولاياتالمتحدة. وتلقى روسيا دعما من الصين التي انتقدت خيار العقوبات الغربية. وقبل ذلك، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير نظيره الأمريكي باراك أوباما له بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم، وقال إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا. وبينما تصف واشنطن ودول غربية أخرى خروج وحدات عسكرية روسية من قواعدها بالقرم بأنه انتهاك لسيادة أوكرانيا وللقانون الدولي، اعتبر بوتين في اتصال هاتفي بينه وبين أوباما أن روسيا تتصرف حاليا في القرم بما يتفق مع القانون الدولي. ونفى الرئيس الروسي أن تكون القوات التي لا تحمل شارات مميزة، وتنتشر في القرم وفي مناطق بشرق أوكرانيا منذ عزل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي روسية، لكن مصادر غربية سخرت من هذا النفي. وقدر مسؤول في حرس الحدود الأوكراني عدد الجنود الروس في القرم بنحو ثلاثين ألفا مقابل 11 ألفا قبل اندلاع الأزمة، بينما قال مسؤول عسكري أمريكي إن التقدير الذي يشير إلى وجود عشرين ألف جندي روسي بالقرم (جيّد). وقال المسؤول نفسه إن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل اتصل بنظيره الأوكراني وأشاد بالقوات المسلحة الأوكرانية لعدم سماحها بتصاعد الموقف. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي -الذي أجرى اتصالا أول أمس بالمستشارة الألمانية أنجيلا مريكل- عرض على نظيره الروسي شروط حل الأزمة القائمة وتتضمّن سحب القوات الروسية إلى قواعدها بالقرم. وتعتبر موسكو تلك السلطات نتيجة لانقلاب على الشرعية، وهو الرأي الذي أبلغه بوتين لأوباما. وتظاهر مساء أول أمس أكثر من ستين ألف روسي في موسكو دعما لسكان القرم وفقا للشرطة الروسية. من جهته، قال رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إن بلاده مستعدة لعقد محادثات مع روسيا، بشرط أن تسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية. ومن جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء القرم المؤيد لروسيا سيرغي أكسيونوف انتهاء محاولة من مسلحين يعتقد بأنهم روس السيطرة على موقع أوكراني للدفاع الصاروخي في القرم دون إطلاق رصاص. يشار إلى أن برلمان القرم -وهو إقليم متمتع بقدر من الحكم الذاتي- صوت لصالح الانضمام لروسيا، وأعلن عن تنظيم استفتاء سيعقد في 16 من هذا الشهر لتحديد إذا ما كان الإقليم سينضم لروسيا أم يبقى ضمن أوكرانيا. وتصف كييف والدول الغربية الاستفتاء بغير الشرعي، وتقول إنها لن تعترف بنتائجه. وفي موسكو، قالت رئيسة المجلس الفدرالي الروسي إنه في حال تصويت سكان القرم لصالح الانضمام لروسيا، ستصبح جمهورية القرم إقليما كامل الحقوق في روسيا الاتحادية.