ضاعفت الجزائر من عمليات الحفر الاستكشافية بثلاث مرات على مدى السنوات ال 15 الماضية، ليصل عدد الحفارات إلى 50، بالرغم من إعلان معظم شركات النفط والغاز العالمية منذ منتصف عام 2013 تخفيض برامج الإنفاق على مشاريعها الإستخراجية، إلا أن المجمع الطاقوي ”سوناطراك” حقق أزيد من 80 بالمائة من الاستكشافات بوسائله الخاصة. أكد نعمت أبو الصوف خبير في شؤون الطاقة والبيئة ومحلل في منتدى الطاقة الدولي، أن الجزائر وأنغولا تقودان الطفرة في عمليات الحفر إفريقيا، حيث تضاعف عدد الحفارات في كل منهما ثلاث مرات على مدى السنوات ال 15 الماضية ليصل إلى 50 و13 حفارة على التوالي. وفي هذا الإطار، حقق المجمع الطاقوي ”سوناطراك” خلال سنة 2013 حوالي 25 اكتشافا نفطيا وغازيا، أزيد من 80 بالمائة من الاستكشافات حققها بوسائله الخاصة والباقي في إطار الشراكة مع مؤسسات أجنبية، فيما حقق سنة 2012، 13 اكتشافا فقط قابل 20 استكشافا لنفس الفترة من السنة الماضية 2011، ومن المرتقب أن تطور ”سوناطراك” 79 مجال بحث خلال سنة 2014 قصد توسيع المشاريع الاستكشافية هذا وتخطط الشركة المملوكة من طرف الدولة لاستثمار نحو 102 مليار دولار في الفترة الممتدة من 2014 إلى 2018. وأوضح المحلل في منتدى الطاقة الدولي، حسب ما أوردته تقارير إعلامية، أن التنقيب عن حقول النفط والغاز خارج أمريكا الشمالية حقق أعلى مستوى قياسي له في ثلاثة عقود، بقيادة برامج الاستكشاف والإنتاج الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا أن ارتفاع عدد منصات الحفر العاملة بنحو 20 في المائة مقارنة بعام 2008، وأكثر من الضعف منذ أن كانت عند أدنى مستوياتها في عام 1999، وقال الخبير أن هذه الطفرة في التنقيب عن النفط والغاز تقودها منطقة الشرق الأوسط، حيث تضاعف عدد منصات الحفر العاملة ثلاث مرات مقارنة بعام 1999، وإفريقيا التي تضاعف فيها عدد الحفارات العاملة ما يقرب من أربع مرات، أكثر من 400 منصة حفر برية وبحرية كانت عاملة في منطقة الشرق الأوسط في ديسمبر وجانفي المنصرمين. ومع ذلك، أكد قال الخبير: ”أن نشاط الاستكشاف والإنتاج آخذ في الارتفاع بقوة في بعض مناطق الصناعة النفطية الأكثر تقليدية”، مشيرا إلى أن الطفرة في عمليات الحفر عززت بشكل كبير جدا إمدادات النفط المحتملة على مدى السنوات الثلاث الماضية نتيجة الاستثمارات الضخمة”. وقال المتحدث ذاته أنه منذ منتصف عام 2013، أعلنت معظم شركات النفط والغاز العالمية تخفيضات في برامج الإنفاق على مشاريعها الاستخراجية، وفي هذا الجانب، لاحظ عدد كبير من شركات الخدمات الهندسية للحقول النفطية ضعف الطلب على معدات المسح الزلزالي، أبراج الحفر والأنابيب، لذلك من المتوقع بعض التراجع في عدد أبراج الحفر العاملة في الأشهر المقبلة. فيما رجح أبو الصوف أن يتركز تباطؤ عمليات الحفر بصورة كبيرة في المشاريع العملاقة، ذات الكلف العالية جدا التي تتطلب استخدام آفاق جديدة من التكنولوجيا الحديثة. وفي ذات الإطار توقع الخبير أن تبقى أسواق النفط والغاز بحالة جيدة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، على الرغم من التخفيضات الحادة في الإنفاق الرأسمالي التي أعلنتها شركات النفط الكبرى في الآونة الأخيرة. وفي الأخير، توصل الخبير العربي نعمت أبو الصوف أن الاندفاع لرفع إنتاج النفط والغاز إلى الحد الأقصى منذ عام 2006، في ظل تضخم التكاليف، أدى إلى ضعف أداء أعمال الاستكشاف والإنتاج، مشيرا إلى أن صناعة النفط والغاز العالمية تتحرك الآن إلى المرحلة التالية من دورة الأعمال، حيث تتطلع الشركات إلى جني بعض الفوائد من الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها في السابق، في حين تبدأ التكاليف بالانخفاض وصولا إلى مستوى أكثر استدامة.