تسبب إقبال رجال الأعمال وكبار التجار إلى تحويل أموالهم إلى العملة الصعبة ”خاصة الأورو” بالسوق الموازية للعملة وتحويلها إلى الخارج، إلى التهاب سهر الأورو وبلوغه مستويات قياسية لم يشهدها قبلا، حيث سيستمر على هذه الوتيرة إلى غاية اتضاح المشهد السياسي في الجزائر. ارتفع سعر الأورو في سوق السكوار ”أكبر سوق مواز للعملة الصعبة في الجزائر” قبيل رئاسيات 2014 وما بعدها، وبلغ أعلى مستوياته، إذ لم يسبق له أن بلغ هذه القيمة قبلا، حيث وصل سعر 1 أورو إلى سقف 160 دج. وأرجع الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي في تصريح ل”الفجر”، التهاب سعر الأورو في السوق السوداء لبيع العملة، إلى إقدام الكثير من رجال الأعمال والمسؤولين والفاعلين في السوق الجزائرية لتحويل أموالهم من الدينار إلى العملة الصعبة وتحويلها إلى الخارج ”البنوك الفرنسية والسويسرية”، وذلك نتيجة تخوفهم من انزلاق الوضع في الجزائر بعد 17 أفريل ونشوب فوضى في البلاد تهدد خزائنهم، بعد التصريحات النارية والتخويف والتهويل الذي مارسه بعض السياسيين خلال الحملة الانتخابية. كما أكد الخبير في ذات الصدد أن أسعار الأورو ستستمر على ما هي عليه إلى غاية اتضاح المشهد السياسي للبلاد بعد رئاسيات أفريل، مما سيؤثر سلبا على أسعار الدينار الذي سيستمر في الانهيار. كما يعلم تجار العملة غير الشرعيين جيدا أن الاستحقاقات الرئاسية هي صفقة العمر لتحقيق الربح الوفير من خلال صرف العملة، وذلك نتيجة انخفاض العرض وارتفاع الطلب في سوق العملة. يجدر التذكير أن سياسة البنوك في الجزائر وتحديد سقف المبالغ التي يسمح بتحويلها على مستواها والتي تعد ”ضئيلة جدا”، تشجع استفحال ظاهرة البيع الموازي للعملة،، إذ لا يصرف للجزائريين المسافرين نحو الخارج أزيد من 150 أورو على مستوى شبابيك البنوك، فيفر الزبون إلى سوق السكوار لصرف أمواله ”بالقدر الذي يشاء” فيغادر وهو يحمل الملايين التي لم يتمكن الحصول عليها لدى البنوك المعتمدة.