ورقة ال500 أورو ب82500 دج وال200 أورو ب32400 دج عرفت أسعار صرف العملات الصعبة وبخاصة الأورو، خلال الفترة الأخيرة تقلبات وارتفاعات كبيرة، أين وصل سعر الأورو على سبيل المثال يوم الخميس المنصرم إلى سقف 160 دج ل1 أورو، ليعود أمس إلى الانخفاض إلى الحدود الطبيعية ويبلغ ما يعادل 150.20 ل1 أورو. ويتداول هذا السوق ما يعادل 100 مليار دينار أي حوالي 10 ملايير دولار من العملة الصعبة التي تسري بذلك في قنوات غير رسمية ليصبح بذلك سوق "السكوار" أكبر سوق مواز للعملة الصعبة في الجزائر. 10 آلاف أورو تدخل يوميا إلى سوق "السكوار" أحد الباعة الموجودين بأكبر سوق موازية للعملة، والذي فضل الإبقاء على سرية الاسم، أكد لنا خلال زيارتنا للسكوار أن الباعة يستلمون يوميا ما يعادل 10 آلاف أورو تسرب من البنك المجاور للسكوار يتم تسليمها للباعة صباح كل يوم، مضيفا في هذا السياق أن العديد من المدراء والإطارات السامية في البنك تقوم بذلك والذين سبق له التعامل معهم، قائلا إن زيارة سوق السكوار في الصباح الباكر كفيلة بكشف كل هذه التسريبات. ورقة ال500 أورو هي الأغلى وقد تصل 82500 دج أضاف البائع في حديثه أن أثمان الفئات النقدية تختلف من فئة إلى أخرى، أين قال في السياق إن فئة ال500 أورو تعد الأغلى حاليا يتم استخدامه في تهريب الأموال إلى الخارج، أين يقابل 160.50 دج 1 أورو أي ما يعادل 82500 دج للورقة فيما حلت فئة ال200 أورو ثانية بسعر 160.20 دج ل1 أورو أي أن سعرها قارب 32400 دج. رجال أعمال ولاعبو "الخضر" زبائن "السكوار" وكشف محدثنا عن زيارة العديد من رجال الأعمال المعروفين والشخصيات العامة للسكوار خلال هذا الأسبوع لشراء كميات كبيرة من العملة، أين كشف في السياق عن بيع ما يقارب 10 ملايين أورو خلال الأسبوع المنصرم فقط، كما أكد المتحدث أن السكوار شهد زيارة أحد نجوم المنتخب الوطني السابقين الذي اشترى ما يقارب 3 ملايين أورو. كما أكد محدثنا أن الكمية الأكبر التي يتم اقتناؤها من قبل الباعة تأتي من ولايات بجاية وتيزي وزو، إضافة إلى عين مليلة وولايات الغرب كوهران مع مواعيد استلام منح المغتربين. سيارات فخمة وإطارات تشتري العملة من الأسواق الموازية ما لفت انتباهنا خلال جولتنا في السكوار هي السيارات الفاخرة التي كانت تتوقف عند الباعة لتفتح نافذاتها وتسلمهم الدينار ليسلموها الأورو أو الدولار، وعند سؤالنا عن سر هاته السيارات أكد لنا أحد الباعة أن زبائن السوق ليسوا من المواطنين العاديين فقط بل تجاوزهم إلى إطارات كبيرة تجار كبار وحتى رجال أعمال لم تكفهم العملة التي يتم شراؤها من البنوك. أسعار الأورو ستستمر في التقلب إلى ما بعد الرئاسيات من جهته، أكد الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أن السبب الأساسي في تقلب أسعار الأورو خلال الفترة المنصرمة هو إقدام التجار الكبار ورجال الأعمال على شراء مبالغ مالية ضخمة من العملة الصعبة وتحويلها إلى البنوك الاجنبية على غرار البنوك الفرنسية والإسبانية والتي ربطها الخبير في اتصال هاتفي مع "البلاد" بخوف هؤلاء من احتمال نشوب أزمة سياسية يمكن أن تعيشها الجزائر بسبب التصريحات المشحونة التي يدلي بها بعض السياسيين، خاصة أن بعض رجال الأعمال قد أبدوا مواقف سياسية واضحة ولم يحافظوا على حياديتهم مما جعلهم يتخوفون من التغييرات التي يمكن أن تحصل ولا تخدم مصالحهم، إضافة إلى انتعاش التجارة غير القانونية التي تغذيها القنوات غير الشرعية للأموال أي أن ما يحصل حاليا حسبما أشار إليه الخبير لا يتعلق إلا بتهريب الأموال وتبييضها. كما أكد سراي في السياق ذاته أن أسعار الأورو ستستمر على ما هي عليه إلى غاية اتضاح المشهد السياسي للبلاد بعد رئاسيات أفريل المقبل مما سيؤثر سلبا على أسعار العملة المحلية، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة تدخل البنك المركزي لإنقاذ الدينار من الانهيار.