القارة العجوز تخطط لرفع وارداتها من الغاز الجزائري ب 7 مليار متر مكعب جدّدت المفوضية الأوروبية رغبتها في استيراد الغاز من الجزائر لتغطية احتياجات بلدان الاتحاد الأوروبي من هذه المادة الحيوية، ضمانا لأمن إمداداته خلال الشتاء المقبل، حيث برزت تخوفات من حدوث ندرة بسبب الأزمة الأوكرانية، وعليه ارتأت دول الاتحاد الأوروبي تطبيق إستراتيجية ”تنويع مصادر الطاقة” للتحرر من التبعية للغاز الروسي. حذّر المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة جونتر أوتينجر من تداعيات محتملة تتعلق بإمدادات الغاز في أوروبا على خلفية الأزمة الأوكرانية الراهنة. وفي مقابلة مع صحيفة ”فيلت آم زونتاج” الألمانية الصادرة أمس، قال أوتينجر إن الأمر يتعلق الآن ب”تجنب حدوث أزمة غاز وضمان أمن إمداداته خلال الشتاء المقبل”، وأعرب أوتينجر عن ضرورة الاستمرار في ”استراتيجية تنويع مصادر الطاقة التي تنتهجها الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن الجزائروالنرويج تعتبران من الدول المهمة الموردة للغاز للاتحاد، في حين اعترض المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة على فكرة تقليص ارتباطات الغاز مع روسيا خلال السنوات المقبلة أو حتى قطعها، قائلا إن ”الشركاء الروس راغبون في التوريد”. وتحدث المسؤول ذاته عن خطر توقف روسيا عن إمداد أوكرانيا بالغاز ”في حال لم نجعل كييف قادرة على سداد حسابات غاز مفتوحة بقيمة تزيد عن ملياري دولار”. وتابع ”ولأن أوكرانيا هي أهم البلدان التي يعبر منها الغاز الروسي إلى أوروبا فإن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى عملية صعبة خارج السيطرة”. وطالب أوتينجر زعماء الاتحاد الأوروبي برسم إستراتيجية للطاقة في أوروبا بالنسبة للعقود المقبلة. ومن ناحية أخرى، أعرب أوتينجر عن اعتقاده بأن نسبة إنتاج الكهرباء من مفاعلات الطاقة النووية ستبقى في أوروبا عند 25 بالمائة على مدار عقود أخرى. وأضاف أن الطاقة النووية ستظل تلعب دورا رائدا في الطاقة بأوروبا على مدار الفترة المقبلة. ومن جهتها بادرت إيطاليا بإبداء رغبتها في تكثيف اعتمادها على الغاز الجزائري تخوفا من تداعيات الأزمة الروسية علي أمنها الطاقوي، حيث قال الرئيس التنفيذي لعملاق الطاقة الإيطالي ”إيني” باولو سكاروني، أن بلاده يمكن أن تستمر دون إمدادات الغاز الروسي، لأنها تستقبل واردات كافية من دول أخرى، مثل الجزائر وليبيا والنرويج وهولندا”، موضحا ”إن كانت هناك مشاكل من جانب ليبيا أيضا إلى جانب الأزمة الأوكرانية، فسوف نواجه متاعب، وستكون هناك مشاكل خطيرة إن توقفت إمدادات الجزائر”. وأكدت تقديرات أوردتها وكالة ”فرانس برس”، مؤخرا أن الدول الأوروبية تخطط لرفع وارداتها من الغاز الجزائري ب 7 مليار متر مكعب إضافية لتصبح 32.7 مليار متر مكعب مقابل 25.5 حاليا، وكذا 20 مليار متر مكعب إضافية من النرويج أي 119.5 مليار متر مكعب مقابل 99.5 حاليا. وتنتهج دول الاتحاد الأوروبي سياسة تنويع مصادر الطاقة حيث هددت أوروبا في كثير من المناسبات بالاستغناء عن الغاز الروسي، وهذا ما جاء على لسان عدة مسؤولين أوروبيين على غرار وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي أعلن أن دول الاتحاد الأوروبي التي لا تجرؤ الآن على التمادي في معاقبة روسيا بسبب تبعيتها الغازية لها، تعتزم تقليص الاعتماد الأوروبي على الغاز الروسي، وتنويع المصادر الخارجية لإمدادها بالغاز.