خبر أسعد الكثيرين وبينهم كاتب هذه السطور؛ وهو اختيار السمراء لوبيتا نيونجو أجمل امرأة في 2014، وذلك طبقا لاختيار مجلة ”بيبول”. تردد اسم النجمة السمراء قبل بضعة أسابيع بقوة في ”الميديا” بعد أن حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم ”12 عاما من العبودية”، إخراج ستيف مكوين، الذي توج بأوسكار أفضل فيلم، وهكذا عانقت الفنانة الكينية الأصل بملامحها الأفريقية المميزة في لحظة واحدة جمال الوجه وجمال الإبداع. قالت النجمة إنها كانت تدعو الله وهي طفلة أن يحيل وجهها إلى اللون الأبيض، ولم تصدق كلمات أمها بأنها الأجمل، حتى أعلنت قبل أيام المجلة ذائعة الصيت تلك النتيجة. ولو تتبعت تاريخنا الفني العربي ستجد أن لقب الأسمر في الذاكرة العربية هو الأكثر ترديدا، أطلقوه على عبد الحليم حافظ في الستينات ”العندليب الأسمر”، وقبله ب20 عاما، حصلت مديحة يسري على لقب ”سمراء النيل”. نتذكر مثلا كيف أن أحمد زكي أول نجم أسمر في السينما العربية لاقى في البداية صعوبات حتى وجد لنفسه مساحة على الخريطة السينمائية واستبدلوه في اللحظات الأخيرة بنور الشريف في فيلم ”الكرنك” 1975 بسبب لون بشرته، حيث إن المنتج قال وقتها كيف يحب هذا الأسمر سعاد حسني. وحكى لي المخرج الراحل عاطف سالم كيف أنه قبل أكثر من 30 عاما فرض بالقوة اسم أحمد زكي على الموزعين في فيلمه ”النمر الأسود” لأنه كان من المستحيل أن يسند البطولة لنجم أبيض وعنوان الفيلم هو ”النمر الأسود”!! على الشاشة الصغيرة يبدو الأمر أشد ضراوة حيث لا توجد على الشاشات العربية مثلا من لها جاذبية أوبرا وينفري سمراء كانت أو بيضاء، عدد غير قليل من المذيعات ذوات البشرة السمراء استطعن الدخول إلى عرين التلفزيون، ولكن النجاح والجماهيرية الطاغية لم تتحقق بعد!! هل لو وجدت أوبرا وينفري في عالمنا العربي لتمكنت من تحقيق كل هذا النجاح الطاغي الذي أحالها في العالم كله إلى أحد أساطير الشاشة الصغيرة؟ مثلا المطربة شيرين نجحت جماهيريا وبشرتها السمراء مكنتها لتصبح أكثر المطربات المصريات نجاحا على المستوى العربي وتجاوزت ما حققته كل من أنغام وآمال ماهر وغادة رجب. استطاع محمد منير على مدى تجاوز ثلاثة عقود من الزمان أن يواصل نجاحه في عالم الأغنية ولا أحد يستطيع أن يلاحقه من جيله ولا من الأجيال التالية. ورغم ذلك فإن علينا أن ندرك أن هناك من ينحاز إلى اللون الأبيض في العالم كله ونجمات هوليوود أمثال السمراء هال بيري، الحاصلة على الأوسكار قبل ثماني سنوات، صرحت بتلك العنصرية، ولو قارنت مساحة وجودها بما حققته مثلا الشقراء نيكول كيدمان لاكتشفت فارقا بينهما وهو بالمناسبة لا يعبر عن فارق في الموهبة. ورغم ذلك تابع القسط الوافر من أغانينا ستكتشف أننا لا نكف عن الغناء للسمر عبد الحليم غنى بالعامية ”أسمر يا أسمراني”، وبالفصحى من شعر الأمير الراحل عبد الله الفيصل ”سمراء يا حلم الطفولة”، بينما صباح قالت مدافعة ”أسمر أسمر طيب ماله” ومحمد قنديل يتغزل مرتين ”أبو سمرة السكرة”، و”جميل وأسمر بيتمخطر”، وإن كانت سعاد مكاوي قد أمسكت العصا من المنتصف ”قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى”، ولكن نجاح سلام أعلنتها مباشرة ”الشاب الأسمر جنني” وجاءت فيروز لتقول بعقلانية ”وقف يا اسمر في إلك عندي كلام”، ولا أستبعد في ظل هذه الحالة من الإعجاب بالسمر أن نستمع إلى من يغني قريبا لأجمل امرأة في العالم لوبيتا نيونجو!!