كشفت التقارير التي أعدتها الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، أن إنتاج النفايات الصناعية في الجزائر يقدر ب 170 ألف طن سنويا، حيث تنتج عنابة وحدها ما نسبته 36 بالمائة من هذه النفايات الخطيرة. كما أن النفايات الاستشفائية المطروحة تقدر ب 140 ألف طن 33 ألف طن منها تعتبر سامة. وقد أكدت ذات الجهة أن عنابة تحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث التلوث، مؤكدة أن شبكة مراقبة الهواء توقفت لأسباب مجهولة. دقت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث بعنابة، ناقوس الخطر بخصوص ما آل إليه حوض سيبوس، لتضيف الجمعية أن عملية جمع النفايات لا تتم بشكل صحيح لأن المصالح البلدية هي التي تقوم بهذا الدور. ونظرا لنقص الوسائل المالية وتكوين المسيرين وغياب التعليمات الدقيقة، لم يتم التكفل بوظيفة التطهير ونظافة الطرق على نحو أفضل. وحسب ذات الجهة، فإن هناك نقصا في التكفل بالنفايات الحضرية بسبب غياب مفارغ تخضع للمراقبة وانتشار مفارغ أخرى غير مرخص بها منها في نفس السياق، أن هناك عددا كبيرا من الولايات التي تعاني من نقص المساحات المخصصة لرمي النفايات. كما أن المستشفيات والعيادات الخاصة ترمي نفايتها في أماكن عامة. كما أقرت الجمعية أن النفايات القابلة للرسكلة لم تلق بعد الاهتمام الكافي، وذلك كون النفايات القابلة للرسكلة تتطالب عمل منظم من حيث الفرز والاستيراد والرسكلة، إضافة إلى عدم توفر تحسيس وإعلام المتعاملين والمستعملين. ولهذا فإن بعض التجارب في مجال التسميد لم تفلح. وقدم السيد حليمي رئيس الجمعية بالأرقام، النفايات القابلة للرسكلة، فالمعادن متوفرة بحوالي 100ألف طن سنويا، الورق 385 ألف طن، الزجاج 50ألف طن، والبلاستيك ب130 ألف طن في السنة. أما فيما يتعلق بالنفايات الصناعية قالت إنها تشكل خطرا حقيقيا، حيث يبلغ إنتاج النفايات الصناعية الخطيرة ما قدره 180 ألف طن سنويا منها5.9 طن من النفايات المتحللة بيولوجيا، و5.6 طن من النفايات العضوية و48 ألف طن من النفايات غير العضوية و55 ألف طن من النفايات القليلة السامة. وحسب الجمعية فإن هذه النفايات منتجة أساسا عن ولاية عنابة بنسبة 36 بالمائة، المدية ب 16بالمائة، وتلمسان ب15 بالمائة، بالإضافة إلى وهران ب14 بالمائة. أما فيما يتعلق بالزيوت المستعملة فإنه لا يسترد من 140 ألف طن من الزيوت المسوقة سنويا سوى 8 المائة فقط من أجل رسكلتها في الخارج، فالزيوت المستعملة في محطات البنزين والتفريغ غير المراقب لزيوت السيارات تشكل بنية حقيقية. إلى جانب هذه النفايات هناك أخرى تتمثل في النفايات الاستشفائية والنفايات الكيماوية الزراعية، المتمثلة أساسا في مبيدات الأعشاب والحشرات المنتهية صلاحيتها، فتشكل مخزونا بها يراوح 2200طن، وحجم التلوث يمتد إلى المياه، حيث تقدر المياه المستعملة الصناعية والحضرية المتدفقة بنحو 600 مليون متر مكعب، وهي المتسببة في وقوع مشاكل الصحة العمومية في الجزائر. وأمام هذه الوضعية كانت الجمعية قد أفرجت عن مشروع التوعية والتحسيس حول حماية مياه حوض سيبوس، من مخاطر التلوث بالتعاون مع وكالة الحوض الهيدوغرافي قسنطينة - سيبوس- ملاق، هذا الأخير الممتد على مسافة 240 كلم ويعبر 68 بلدية لإقليم سبع ولايات هي عنابة، الطارف، سكيكدة، ڤالمة، قسنطينة، وسوق أهراس، مع إمكانية إنشاء محطة معالجة المياه المستعملة، وهو ما يجب أن يتم للتوقف عن تلويث مياه الحوض الذي يستعمل مياهه ما يقارب الخمسة آلاف فلاح. ويراهن المتحدث على إنجاح المشروع لتوقيف هذه الكارثة الايكولوجية التي تهدد الثروة السمكية والفلاحة والصحة العمومية. وحسب هذا الأخير فإن رمي الزيوت يساهم في تهديم الثروة السمكية.