اختطف مسلّحون 8 فتيات أخريات أوّل أمس، في قرية وارابي الواقعة شمالي شرق نيجيريا. وذكر شاهد على الواقعة من سكّان القرية للصّحافة أنّ مسلّحون أغاروا على القرية في ساعة متأخّرة من اللّيل، وقاموا باختطاف الفتيات وسرقوا مواشي، وأموال الأهالي. المسلّحون من حركة ”بوكو حرام” قاموا في 14 أفريل الماضي، باختطاف أكثر من 200 تلميذة من مراقد إحدى المدارس في منطقة ”شيبوك”، بولاية ”بورنو”، شمالي نيجيريا، يعتقد أنّ أعمارهن تتراوح ما بين 15 و 18 سنة، وتمكنت 53 فتاة من الفرار، بينما يبقى مصير 223 فتاة مجهولا، حسب الشّرطة. ونُشر مؤخرا تسجيل فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يعتقد أنه تصريح لزعيم جماعة ”بوكو حرام”، أعلن فيه عزمه بيع الفتيات، حيث صرّح قائلا: ”لقد اختطفت فتياتكم، وسوف أبيعهن في السّوق، وفق شرع الله ”، معتبراً أنّ الفتيات اللاّئي تم اختطافهن ”سبايا” سيتمّ بيعهن وتزويجهن بالقوّة. يُذكر أنّ عملية اختطاف الفتيات النّيجريات أثارت استياء وتنديد عالميين، نُظُمت خلالها حملات تعبئة عالميّة تقودها تنظيمات حقوقية وناشطون وأدباء عبر مواقع التّواصل الاجتماعي لحثُ المجتمع الدّولي والحكومة النيجيرية على التسريع باتخاذ قرار بتحريرهن. وفي هذا الشأن، انتقد مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان أوّل أمس بشدّة جماعة ”بوكو حرام” التي أعلنت مسؤوليتها عن اختطاف الفتيات، كما طالبت مؤسّسة الأزهر، الثّلاثاء، جماعة بوكو حرام بإطلاق سراح الفتيات، وأوضحت أنّ ذلك لا يمت لتعاليم الإسلام بصلة. وفي جنيف، قال المتحدث باسم مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيد روبرت كولفيل في مؤتمر صحفي: ”نشعر بقلق بالغ إزاء الدعوات المشينة التي ظهرت في شريط الفيديو.وحذّر متحدّث باسم مفوضية حقوق الإنسان ”بوكو حرام” قائلا:” نحذر المرتكبين من أن هناك حظراً مطلقاً ضد الرق والعبودية الجنسية في القانون الدولي، وأنّ هذه الأفعال تشكّل جرائم ضد الإنسانية”. وجاءت تهديدات زعيم ”بوكو حرام” بعد يوم من تأكيد الرّئيس النّيجيري، جوناثان غودلاك، عزم حكومته على تحرير الفتيات، عقب تداول أخبار عن قيام مسلّحي الحركة بنقلهن إلى الدول المجاورة، بقوله: ”أينما كنّ هؤلاء الفتيات، سنعمل على تحريرهن.” ومن جهته قال الرّئيس الأميركي باراك أوباما إنّ الولايات المتّحدة ستفعل ”كل ما بوسعها” لمساعدة نيجيريا في البحث عن أكثر من 200 فتاة خطفتهن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة. وأفاد أوباما في مقابلة مع محطّة تلفزيون أمريكية أنّ الرّئيس النّيجيري غودلاك جوناثان قد قبل عروضا أميركية بالمساعدة. وأضاف أوباما إنه في المدى البعيد ”سيتعيّن علينا أيضا التّعامل مع المشكلة الأوسع التي تمثّلها منظمات مثل هذه المنظمة التي يمكنها إشاعة مثل تلك الفوضى في حياة النّاس اليومية.” يُذكر أن ”بوكو حرام” جماعة نيجيرية تأسست عام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا بزعامة المدرس ورجل الدين محمد يوسف الذي اغتيل في 30 جوان 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن. ، وتعني بلهجة قبائل الهوسا ”التعليم الغربي حرام”، تتكون أساسا من الطلبة الذين غادروا مقاعد الدراسة بسبب رفضهم المناهج التربوية الغربية إضافة إلى بعض الناشطين من خارج البلاد على غرار بعض المنتسبين التشاديين. تنشط في شمال نيجيريا وتسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية وهي حركة محظورة رسميا. تسعى إلى منع التعليم الغربي والثّقافة الغربية عموما التي ترى أنّها ”إفساد للمعتقدات الإسلامية”، وإلى تطبيق الشّريعة الإسلامية بمجمل الأراضي النيجيرية بما فيها ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية.