حرب المواقع بدأت مبكرا في حزب جبهة التحرير الوطني بين الأمين العام للحزب، عمار سعداني، وجبهة خصومه المشكلة من ثلاث مجموعات، الأولى تابعة لبلخادم، والثانية لبلعياط، والثالثة للتقويمية. الصراع ليس إيديولوجيا، كونهم جميعا من أنصار الرئيس، وإنما من أجل المصالح والبحث عن مركز قوة قبل عقد المؤتمر القادم للحزب المقرر في 2015، والظفر بمقاعد في هياكل الحزب. واستنادا لما ذكره أحد المقربين من الأمين العام للأفالان، ل”الفجر”، فإن عمار سعداني، يبحث في الوقت الراهن على آليات من أجل منع منافسيه حتى لا نقول خصومه، من تكوين قوة فاعلة في المؤتمر القادم للحزب، لأن الأمين العام الحالي يريد البقاء في الكرسي بعد كل ما قدمه في الحملة الأخيرة لرئيس الجمهورية. وقد بدأ عمار سعداني في إدارج تعديلات تمكنه من دحض خصومه، من خلال تكليف عضو المكتب السياسي أحمد بومهدي بإدارة شؤون الأعضاء المقرر إحالتهم على لجنة الانضباط، حتى يتم تجميد عضويتهم في اللجنة المركزية ويسلبهم أي تأثير في أشغال الدورة القادمة للجنة المركزية، المقرر عقدها شهر جوان المقبل، خاصة وأن الأغلبية الساحقة للأعضاء المنتظر وقوفهم أمام لجنة الانضباط هم من أنصار الأمين العام السابق للأفالان، وممن يقودون حاليا حملة لإعادته على رأس الحزب في المؤتمر القادم للحزب. وفي رده على سؤال ” الفجر” حول موقع رئاسة الجمهورية من الصراع بين الأجنحة داخل الأفالان، قال المتحدث إن المسافة التي تفصل عمار سعداني وبلخادم، مختلفة طبعا بدليل ما وقع قبل الانتخابات الرئاسية، وتابع بأنه اعتقد أن عمار سعداني متقدم في هذا المجال عن المجموعة الأخرى. وواصل بأن الأطراف الثلاثة ساهمت في الانتخابات الرئاسية وساندت الرئيس، وذكر أن السبب الرئيسي لتشكيل اللجنة المشتركة ومن ثلاثة مجموعات، أي أنصار بلخادم، بلعياط والتقويمية، هو التحضير للمؤتمر بمنطق المناصفة، استعدادا لمعركة التموقع. وأبرز مصدر ”الفجر” أن الهدف الحالي للجنة الثلاثية هو إيجاد حيلة قانونية لدى مصالح ولاية الجزائر من أجل افتكاك رخصة لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية للحزب، وانتخاب قيادة جديدة تقود الأفالان إلى غاية المؤتمر، خاصة وأن ولاية الجزائر رفضت طلب الرخصة مرتين بسبب الصفة التي تقدم بها عبد الرحمان بلعياط. من ناحية أخرى، أكد حكيم ستوان، رئيس لجنة الوفاء لعبد العزيز بلخادم، في تصريح ل”الفجر” أن هذا الأخير جمع 220 توقيع جديد من أعضاء اللجنة المركزية، وهو يريد استعادة الأمانة العامة للحزب بواسطة الانتخاب وليس التعيين، مضيفا أن بلخادم في اتصال يومي مع بلعياط، لتحقيق هذا المسعى. وقالت مصادر أخرى، إن عمار تو، أعرب هو الآخر عن رغبته في الترشح كمنافس لبلخادم في حال الترخيص لعقد الدورة من قبل ولاية الجزائر، وتبين هذه الصراعات بين مجموعة الثلاثة وعمار سعداني، أن الأمر يتعلق بالمصالح أكثر منه بصراع سياسي.