حضور 57 نائبا من مجموع 208 برلماني للحزب العتيد قاطع نواب حزب جبهة التحرير الوطني الاجتماع الذي عقده المنسق الوطني للحزب، عبد الرحمان بلعياط بمقر الحزب ، حيث سجل حضور فعلي ل 57 نائب بالإضافة إلى أعضاء عن مجلس الأمة و المحافظين ، كما ثار العديد من النواب على إقدام الرئيس الحالي للكتلة البرلمانية حسبهم بتزوير الوكالات في مكتب القيادي عبد الحميد سي عفيف لترجيح الكفة لصالح المنسق الحالي . مثلما كان متوقعا قاطع نواب حزب جبهة التحرير الوطني الاجتماع الذي عقده أمس المنسق العام للحزب بمقر الحزب، لتحضير الدخول البرلماني المقرر شهر سبتمبر، حيث بلغ العدد الإجمالي للحاضرين 57 نائبا، فيما بلغ عدد الحاضرين بالوكالات 123، وهو عدد شكك فيه المناضلون ورفضوه، بعد أن تبين حسبهم ”أن الرئيس الحالي للكتلة البرلمانية محمد لبيض قام بتزوير عدد من الوكالات في مكتب القيادي عبد الحميد سي عفيف، الأمر الذي تسبب في نشوب خلاف خلال الاجتماع تبادل خلاله المناضلون الشتائم”. وقد ضرب طوق أمني مشدد حول مدخل الحزب، كما أعطى المنسق الحالي للحزب تعليمات بمنع الصحافة من الحضور، حتى تبقى بعيدة عن عملية نشر الغسيل التي وقعت داخل القاعة ، لا سيما و أن عدد كبير من الحضور عبروا عن رفضهم لقرارات بلعياط واستاؤوا من طريقة تسيير الحزب بصفة عامة. وقد قاطع كل من العياشي دعدوعة وحبيبة بهلول الاجتماع باعتبارهما أعضاء بالمكتب السياسي للحزب، فيما غادر محمد عليوي القاعة وهو مستشيط غضبا من تمسك بلعياط بقراراته ومحاولة توجيه الاجتماع في الاتجاه المتصل بالحفاظ على الهياكل التي وضعها وفرض سياسة الأمر الواقع. تو يدعم بلعياط ويدافع عن الهياكل التي هندسها بوزارته وكان وزير النقل عمار تو من الأوائل الذين حضروا الاجتماع والذين دعموا المنسق الوطني عبد الرحمان بلعياط في قراراته، لاسيما وأنه يقف وراء هندسة الهياكل الجديدة. وقد فاق عدد الولايات التي قاطعت الاجتماع 23، كما أن عددا من النواب المعارضين لبلعياط حضروا لمعاينة ما يريد القيام به وليس تأييدا لقراراته، ووجهوا له دعوة للتراجع عن عملية تجديد الهياكل التابعة للأفالان، وأبلغوه ضرورة لجوئه إلى الصندوق لانتخاب رئيس كتلة برلمانية جديد ورؤساء اللجان والمقررين. ومن بين أهم النواب الذين قاطعوا الاجتماع نواب الغرب الممثلون لولايات تلمسان، وهران، معسكر، عين تموشنت بالإضافة إلى نواب ولايات الجلفة، الأغواط، باتنة، أم البواقي وغيرها من الولايات الأخرى كجيجل والطارف، حيث رفض النواب قرارات بلعياط وبقوا متمسكين بخيار انتخاب هياكل جديدة للبرلمان والتراجع عن قرار التعيين. كما لم يترك المنسق الوطني للحزب المناضلين يدخولون المقر وأعطى تعليمات لمنعهم مهما كانت الأسباب، وهو قرار انتقائي، حيث طبّق على أنصار الأمين العام المخلوع عبد العزيز بلخادم، وعلى معارضي عمار تو وبلعياط، فيما فسح المجال لجميع من يسيرون في فلكه حتى وإن لم يكونوا معنيين بالاجتماع. وسجلنا غياب عدد من الوجوه البارزة في الحزب، حيث اكتفت بمتابعة الأشغال عن طريق الهاتف، من الولايات الموجودة بها، ولم تكترث لحضور الاجتماع كما هدّد النواب بمقاطعة الاجتماع الذي سيسبق انطلاق الدورة الخريفية للبرلمان. مقاطعة بلخادم، خاوة والشرعية المطعونة الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، لم يكن خارج مجريات الحزب، حيث أوفد عددا من أنصاره وغالبيتهم شباب، إلى مقر الأفالان، لمتابعة طريقة تسيير عضو مكتبه السياسي السابق للحزب، لكن رجال بلعياط منعوهم من الدخول وطلبوا منهم البقاء في الخارج، الأمر الذي استنكره المناضلون واعتبروه إهانة لهم في بيتهم، مثلما جاء على لسان رئيس لجنة الوفاء، حكيم ستوان وأصدقائه. واتضح أن بعض النواب ما يزالون يكنّون التقدير والاحترام لبلخادم وقاطعوا هم أيضا الاجتماع واكتفوا بقضاء عطلتهم بعيدا عن المد والجزر وفضلوا انتظار ما سيسفر عنه القرار. وسجلنا أيضا ونحن نتبادل أطراف الحديث مع المناضلين وبعض أعضاء مجلس الأمة ونواب سابقين، أن عددا لا بأس به من المقاطعين للاجتماع يؤكدون على غياب الشرعية المطعونة، قناعة منهم بأن المنسق الوطني للحزب غير شرعي وأن مكتبه السياسي مرفوض وعليه فإن جميع القرارات الصادرة عنه غير مؤسسة. وبرّروا سبب حضورهم للاجتماع برغبتهم في متابعة ما يقع في حزبهم لا أكثر ولا أقل، وليس لتزكية القرارات الانفرادية لبلعياط. في حين فضّل عدد آخر من النواب الحضور رغم اقتناعهم بفكرة المقاطعة، وهم من أنصار الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الطاهر خاوة. وبدت الأمور في بيت الأفالان متأزمة وغير مستقرة تماما، لاسيما وأن الدورة البرلمانية الخريفية ستفتح أبوابها شهر سبتمبر الداخل، ما يعني أن صفوف الحزب ستكون مشتتة في الدخول الاجتماعي القادم أكثر من أي وقت مضى.