وصف رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أمس، المشاورات التي سيجريها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بقيادة أحمد أويحيى، حول تعديل الدستور، بمسرحية السلطة، وأكد أنه لن يلبي الدعوة لهذه المشاورات لغياب الصدق لدى النظام السياسي الحالي. أوضح جاب الله، ل”العربية” أن النظام السياسي استنفد كل أوراقه بدليل تزويره لكل الانتخابات التي شهدتها الجزائر، واصفا المشاورات التي سينظمها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بقيادة مدير ديوانه أويحيى، ب” المسرحية”. وقال إنه سيقاطعها لغياب الصدق لدى النظام لوضع دستور توافقي، وبناء نظام ديمقراطي سليم، مبرزا أنه شارك في جميع الحوارات التي نظمتها السلطة ابتداء من أواخر 1992، باستثناء حوار أشرف عليه بن صالح. ولدى تطرقه إلى مسودة التعديلات التي أفرجت عنها رئاسة الجمهورية مؤخرا، أعاب المتحدث على تغيب الكثير من الأساسيات، منها عدم محاسبة البرلمان، مبرزا أن البرلمان لم يعرف في تاريخه مساءلة أو محاسبة أو سحب ثقة من الحكومة أو وزير، كما أهلمت اقتراحات المسودة الرقابة الإدارية والقضائية. من جهة أخرى، وبخصوص تنسقية الحريات والانتقال الديموقراطي، أوضح جاب الله أن القناعة المشتركة لدى الأطراف المؤسسة لها، هو أنه لا أمل في أن يأتي إصلاح وتغيير حقيقي جوهري عن طريق النظام، والتغيير المنشود الذي يتمناه الشعب كله، يجب أن ينتزعه الشعب بنضالاته السلمية، ويتم ذلك بناء على اتفاق رؤية وطنية حول الشروط اللازمة الضامنة لانتقال ديمقراطي من خلال التشاور مع الشركاء السياسيين، مع الشخصيات السياسية المختلفة التي تتقاسم مثل هذه النظرة، والذهاب إلى ندوة وطنية للتحاور حول هذه الأرضية، والخروج برؤية مشتركة حول الشروط اللازمة لانتقال ديموقراطي تعددي سليم وصحيح، تشتمل على المحاور الكبرى التي ينبغي أن يشملها التعديل الدستوري، ثم تتوجه بها إلى السلطة تدعوها لكي تتعاطى مع هذه المقترحات بجدية وصدق، فيقع عندئذ الجلوس على طاولة الحوار شامل شفاف وبالتزامات حقيقية.