تسببت رزنامة الاختبارات التي خصصتها وزارة التربية الوطنية لفائدة تلاميذ الابتدائي بالنسبة للفصل الثالث في سخط كبير لدى اتحاد أولياء التلاميذ وكذلك نقابات التربية والمعلمين وحتى التلاميذ أنفسهم، عقب تحديد يوم 15 جوان موعدا لانطلاق الاختبارات، أي قبل شهر رمضان بأقل من أسبوعين، في وقت استكمل فيه الأسبوع الماضي تلاميذ المتوسط والثانوي كل اختباراتهم. تهاطلت الشكاوى على الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، وفق ما نقله رئيسه أحمد خالد في تصريح ل”الفجر”، من تأجيل اختبارات الفصل الثالث في الابتدائي إلى غاية 15 جوان، وهو ما اعتبره هذا الأخير عقوبة للأطفال الصغار، خاصة القاطنين بالجنوب الكبير، حيث تصل درجات الحرارة إلى أقصاها في ظل نقص وسائل النقل في هذه الفترة وثقل المحفظة، وقلة مياه الشرب، قائلا إن ”الشكاوى التي استقبلها الاتحاد كلها تدعو وزارة التربية إلى إعادة النظر في رزنامة الامتحانات، وكذا رزنامة حراسة الأساتذة والمعلمين في الامتحانات الرسمية”، وهو ما سيعمل الاتحاد على توصيله إلى الوزارة في اللقاء القادم، حيث سيعمل على المطالبة بتوحيد موعد اختبارات الفصل الثالث بين المتوسط والثانوي والابتدائي وأن تجرى قبل الامتحانات الرسمية. يأتي هذا في وقت تساءلت فيه شكوى وقعها ”أساتذة” عن أسباب توقف تلاميذ الثانوية عن الدراسة، وبعد أيام يتوقف تلاميذ المتوسط، بينما ”في الابتدائي الشيء الوحيد الذي سيتوقف بعد حوالي أسبوعين هو المطعم وتبدأ التساؤلات لماذا تُؤخر الاختبارات في الابتدائي إلى 15 جوان؟.. ألا يحس أطفال الابتدائي بحرارة الصيف؟.. ألا يحق لهم أن يتناولوا وجباتهم كالمعتاد؟.. خاصة تلاميذ المناطق النائية الذين يقطعون أكثر من 4 كيلومترات ليصلوا إلى المدرسة فيضطرون إلى إحضار ما تيسر لهم من طعام بارد أو شراء أطعمة جاهزة قد تشكل خطرا عليهم. والسؤال الأخير الذي طرح هو لماذا يقف أساتذتنا الكرام في الابتدائي مكتوفي الأيدي حيال هذه القضية، أم أنها لا تستحق أن تدرج في لائحة المطالب الموجهة كل عام لوزارة التربية؟ أم أن مدارسنا الابتدائية أصبحت دور حضانة مهمتها إبقاء الأطفال أكبر وقت ممكن بعيدين عن أوليائهم؟ وفي بيان تنديد واستياء آخر تم استنكار مراسلة رئيس الديوان رقم 1026 بتاريخ 21/ 04/ 2014 المتضمنة تواريخ امتحانات سنوات الأطوار الابتدائي والمبرمجة ابتداء من 15 جوان، وجاء فيها ”إننا نحن أساتذة ومعلمي المدارس الابتدائية توقف جميع الأطوار الأخرى الثانوي والمتوسط عن الدراسة، في ظل انقطاع تلاميذ الابتدائي عن المدرسة المتكرر بسبب المهام الموكلة لأساتذتهم كالحراسة والأمانة والمراقبة منذ بداية شهر ماي، ما يؤثر على مردود وأداء التلاميذ عند إجراء الامتحانات. وأكد البيان أن التلاميذ عند خروج إخوتهم وزملائهم في عطلة، ما يؤثر عليهم معنويا، في ظل الحرارة الشديدة في شهر جوان، خاصة في الهضاب والجنوب، علما أن نهاية البرامج في معظم المدارس نهاية شهر ماي، وغلق المطاعم المدرسية ما يؤثر على تلاميذ المناطق النائية، وكذا توقف النقل المدرسي، ما يؤدي إلى غياب تلاميذ هذه المناطق، والأخطر من ذلك غياب معظم التلاميذ خلال هذه الفترة واستياء أوليائهم، أمام مخاوف مخاطر عودة الاختطافات. وأمام هذا ندد البيان تنديدا قاطعا بهذه البرمجة وإعادة النظر فيها في العام الدراسي 2013-2014، إما يخرج التلاميذ كباقي الأطوار، وإما يبقون جميعا حتى نهاية جوان. قبل أن يتساءل لماذا الدخول المدرسي موحد والخروج في عطلة غير ذلك؟ قبل أن يتم تحميل الوزارة مسؤولية النتائج الكارثية وتدهور المستوى وانحداره.