انطلقت بحر هذا الأسبوع امتحانات الفصل الدراسي الثالث لتلاميذ الطور الابتدائي في الوقت الذي ينتظر فيه بعض طلبة الثانويات والمتوسطات نتائج الإمتحانات النهائية، ويخطط البعض الآخر لبرنامج العطلة الصيفية في بيوتهم إذ مازال تلاميذ المرحلة الإبتدائية ممن لا تتجاوز أعمارهم ال10 سنوات يرتادون المدارس في هذا الجو الحارق ويعانون ويلات الحر صباحا ومساء في ظل انعدام المطاعم المدرسية التي توقفت عن تقديم الوجبات أواخر شهر ماي الماضي، ناهيك عن عدم توفر المياه الصالحة للشرب في أغلب المدارس الإبتدائية خاصة النائية منها، الأمر الذي يصنع معاناة تلاميذ الابتدائي وقلق أوليائهم الذين يطالبون وزارة التربية بمراجعة رزنامة العطل الخاصة بهم. تعاني المدارس الإبتدائية ومنذ سنين مضت من مشكل التأخر في العطلة الصيفية واختتام الموسم الدراسي إذ يختتم تلاميذ الابتدائيات الموسم الدراسي كل عام رغم أنهم قد أنهوا البرامج المقررة في شهر ماي الماضي، كما أن امتحان شهادة التعليم الإبتدائي قد تم إجراؤه في ال29 من ماي الماضي وكذا شهادة البكالوريا والتي شهدها الأسبوع الماضي كما ستنتهي امتحانات شهادة التعليم المتوسط هذا الأسبوع ليبقى تلاميذ الإبتدائيات في أقسامهم إلى غاية شهر جويلية المقبل، الأمر الذي شهد حالة من الاستنكار وسط أولياء التلاميذ الذين تعبوا من حرارة الشمس وصعوبة الأجواء وهم يرافقون أبناءهم إلى المدارس كل يوم، وفي حديثنا إلى بعض الأمهات بجوار ابتدائية -زينب أم المساكين-ببوزريعة بالعاصمة، لمسنا حالة من الغضب لديهن إذ تقول أم لطفل بالصف الثاني أنها تعبت كثيرا من هاته الحالة خاصة وأن هذا الجو سبب لابنها نزيفا دائما من جراء الارتفاع المحسوس لدرجة الحرارة كما تضيف أم هند (هذا الأمر غير معقول أبدا ابني يدرس بالثانوية هو الآن بالبيت وابنتي المسكينة مازالت تدرس)، لتتساءل أخرى -مادام الدخول المدرسي موحدا لم لا يكون الاختتام كذلك؟-نفس الاستفسارات والتعاليق لمسناها عند أولياء تلاميذ مدرسة-أول نوفمبر-الابتدائية ببلدية المخاطرية بولاية عين الدفلى الذين استنكروا هاته الحالة وأبدوا كثير الاستغراب لهذا الوضع، إذ قال لنا أحدهم-لا يعقل أن تطبق القوانين على أطفالنا فقط فهذا كثير عليهم ، فماذا يفعلون هم هنا في المدارس بعد انتهائهم من الامتحانات، كما أضاف أحدهم أن هاته المفارقة عجيبة فكيف لطالب الثانوية والمتوسطة أن يخرج في ماي وطفل الإبتدائية في جويلية. وفي استطلاع للرأي في أوساط المعلمين لم يختلف الأمر كثيرا فقد لمسنا نفس حالة الاستهجان والغضب لهاته الحالة التي قال عنها بعضهم أنها مزرية ولا تعدوا أن تكون حالة من الظلم الذي يتلقاه المعلمون دون الأساتذة، إذ قال لنا أحدهم-لقد استنجدت بنا الوزارة في شهادة البكالوريا بعد أن اشتغلنا كحراس في شهادة التعليم الابتدائي وها نحن نعود للتدريس أو بالأحرى للجلوس فقد انتهت البرامج ونحن في فترة امتحانات ثم سنعود للعمل ولا أدري ماهي وظيفتنا بعد ذلك أليس من الأفضل أن يغادر التلاميذ مثلما غادر الآخرون ونحن نصحح ليعودوا في النهاية فقط؟- الأمر الذي كانت نقابة الاتحاد الوطني للتربية والتكوين قد دعت إليه سابقا إذ رفعت إلى الوزارة الوصية مطلبها القاضي بضرورة تقديم تواريخ امتحانات الفصل الثالث لأقسام الطور الابتدائي إلى نهاية شهر ماي بدلا من منتصف شهر جوان معتبرا أن جل التلاميذ أنهوا مقرراتهم الدراسية، الأمر الذي كان -أبو بكر بن بوزيد- وزير التربية الوطنية قد نفاه ليؤكد أن هاته الامتحانات لن تقدم وستنطلق في وقتها المحدد بمنتصف شهر جوان، وأوضح السيد الوزير في تصريح صحفي سابق أنه-لن يتم تقديم الامتحانات بغرض إكمال الدروس المقررة وضمان استيعابها من طرف التلاميذ، داعيا الأساتذة والمعلمين إلى ضرورة مواصلة الدروس لتلاميذ الطور الابتدائي ممن ليسوا معنيين بشهادة التعليم الابتدائي إلى غاية آخر يوم من السنة الدراسية، وشدد في هذا السياق على أن العطلة الرسمية للتلاميذ ستكون في ال5 من شهر جويلية القادم ولمدة ثلاثة أشهر على غرار باقي دول العالم.