فتحت صباح أمس الاثنين مراكز الاقتراع بمصر أبوابها أمام نحو 54 مليون ناخب مصري، وسط انتشار أمني مكثف في جميع المحافظات والمدن المصرية، للفصل بين المرشحين، وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي، والقيادي اليساري حمدين صباحي، لرئاسة الجمهورية مصر العربية. المصريون يحققون إرادتهم ويختارون بين السيسي وصباحي يعد هذا الاقتراع الثاني بعد ثورة 25 جانفي الثاني 2011 منذ عزل الرئيس محمد مرسي، والسادس منذ ثورة 23 جويلية 1952 التي أطاحت بالملك فاروق وأقامت الجمهورية. وتجرى هذه الانتخابات على مدى يومين، حيث يُتوقّع أن يُعلن عن نتائجها الرسمية في الخامس من جوان المقبل. يذكر أنّ نتائج فرز أصوات المصريين المقيمين بالخارج بين يومي 15 و19 من ماي الحالي، أظهرت فوزا ساحقا للمرشّح عبد الفتاح السيسي بنسبة تزيد عن 93% من أصوات الناخبين، حيث صوَّت 318.088 مصرياً في 141 لجنة انتخابية في 124 دولة، لذا يرجح المراقبون فوز السيسي في الجولة الأولى من الانتخابات بنيله تأييد الأغلبية الساحقة من الناخبين. ويشرف على هذه الانتخابات، 16 ألف قاض وعضو هيئة قضائية داخل اللجان الانتخابية، فيما يقوم حوالي 17 ألف مصري و700 ألف أجنبي بمتابعة العملية الانتخابية ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية وجمعيات حقوقية أبرزها الاتحادين الأفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية. وتعرف هذه الانتخابات قاطعة قوية من لدن عدة قوى سياسية أبرزها ”حركة 6 أبريل” التي قالت في بيان لها أن هذه الانتخابات بمثابة تمهيد لقدوم ”ديكتاتور”، وأكدت أنه لا يمكنها المشاركة فيها معتبرة إياها ب ”المسرحية”. من جانبه قرر حزب ”مصر القوية”، برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي السابق، مقاطعة الانتخابات الرئاسية، رافضا التصويت للسيسي أو ل صباحي. وأعلن الحزب أن قراره نابع من عدم وجود تغيير في المشهد السياسي منذ إعلان الحزب موقفه بعدم ترشيح أحد من أعضائه للانتخابات الرئاسية. كما عرفت هذه الانتخابات مقاطعة تحالف الأحزاب الداعم للرئيس المعزول، والمتمثّل في أحزاب ”الحرية والعدالة”، و”البناء والتنمية”، و”الفضيلة”، و”الإصلاح”، و”الوطن”، و”الوسط”، و”العمل”، و”التوحيد العربي”، و”الراية”، إلى جانب الجبهة السلفية. وفي الشأن الأمني، انفجرت، صباح أمس، قنبلة بدائية أمام لجنة مدرسة السادات بقرية دمرو مركز المحلة وأحدثت صوتا في محيط اللجنة وتصاعدت منها الأدخنة .حيث قام مجهولون على متن سيارة بإلقاء قنبلة على المدرسة وفروا هاربين ولم تحدث أي إصابات أو خسائر بشرية . وفي سياق متصل، حذّر وزير الإعلام المصري الأسبق، أسامة هيكل، خلال حوار أجراه مع محطة ”سي أن أن” العربية، مما اسماها ”مؤامرة غير مسبوقة لتخريب مصر”، في انتظارا لرئيس الجديد. ويعتقد هيكل، الذي كان وزيرا للإعلام أثناء الفترة الانتقالية بعد ”تنحي” الرئيس الأسبق، حسني مبارك، بأنّ نتيجة الانتخابات ”محسومة” لصالح وزير الدفاع السابق، المشير عبدالفتاح السيسي، على منافسه ”زعيم التيار الشعبي”، حمدين صباحي. ووصف الانتخابات بأنها ”أهم خطوة في خارطة الطريق”، التي تم إعلانها بعد ”عزل” مرسي. وبشأن التنبؤ بنتيجة الانتخابات، أكّد هيكل قائلا: ”أعتقد أن النتيجة شبه محسومة لصالح المشير السيسي، لأنه يخوض الانتخابات برغبة شعبية.” .وبشأن المرشح، حمدين صباحي، قال هيكل أن البرنامج الانتخابي التفصيلي، الذي قدمه لن يستطيع تنفيذه في حالة فوزه برئاسة الجمهورية، حيث أن الحكومة الجديدة. وعن المخاوف التي تنتاب كثيرين من المصريين من وقوع أعمال عنف خلال الانتخابات، قال إن ”تيار الإخوان”، في إشارة إلى جماعة ”الإخوان المسلمين”، ظل يسعى، منذ عام 1928، إلى الوصول للسطة، حتى وصل إلى السلطة بالفعل عام 2012، إلا أنه لم يستمر في الحكم سوى عام واحد، حتى منتصف 2013. وأشار إلى أن ”تيار الإخوان غضب عليه الجميع، لأنه نجح بفضل التعاطف، وبعد خروجه من السلطة لم يفكر القائمون عليه بمنطق سياسي، وإنما أصروا على يأتوا بجماعات تدعم تيارهم، وانتهاج مبدأ الإرهاب، مما أدى إلى تزايد الغضب الشعبي إزاء ذلك التيار”. وبشأن تعامل الإعلام مع الحدث، قال هيكل بأنّه ”ضعيف للغاية”، داعياً إلى الإسراع في وضع ”ميثاق الشرف الإعلامي”، وقال إنه ”من الخطأ منح التراخيص لإنشاء عشرات القنوات الفضائية، دون وجود ضوابط تنظم عمل هذه الفضائيات.”.