تنطلق، السبت، حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها يومي 26 و27 ماي الجاري، بعد يوم دام شهد ثلاثة تفجيرات، أسفرت عن مقتل مجنّدين وإصابة 15 آخرين في سيناء ومصر الجديدة. وأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر، الجمعة، القائمة النهائية للمرشحين والتي ضمت المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، ما يسمح لهما بإطلاق حملتهما الانتخابية والدعائية. وبناء على القرار، يسمح للمرشحين رسمياً ببدء حملتهما ودعايتهما الانتخابية والتي تدوم 20 يوماً وتنتهي نهاية يوم 23 مايو الجاري حين تبدأ في أعقاب ذلك فترة "الصمت الدعائي" لمدة يومين إثنين قبل بدء العملية الانتخابية. ولم يكشف السيسي بعد عن برنامجه الانتخابي، ولكن المتحدثة الرسمية لحملته، منى القويضي، قالت لصحيفة "الأهرام" الرسمية إن المشير سيعقد سلسلة من اللقاءات الصحافية والتلفزيونية لتوضيح الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، على أن تقوم الحملة الرسمية ولجنة الشباب بشرح تفاصيل البرنامج للمواطنين. وسيكون أول ظهور للسيسي على قناتي "سي بي سي" و"أون تي في". ويترافق ذلك مع انطلاق فعاليات الحملة الشعبية الموحدة لدعم السيسي بمسيرة تجوب شوارع القاهرة من شبرا إلى العباسية، ولكن من غير المتوقع ان يحضر السيسي تجمعات شعبية عامة اثناء مرحلة الدعاية الانتخابية لاعتبارات أمنية. وتوصف انتخابات الرئاسة التي تهدف الى انتخاب رئيس جديد بعد الاطاحة بمرسي في جويلية الفائت، بأنها محسومة النتيجة سلفاً لصالح قائد الجيش السابق. والمنافس الوحيد للسيسي هو اليساري حمدين صباحي الذي حل ثالثاً في انتخابات 2012 والذي يواجه دعماً شعبياً غير مسبوق لقائد الجيش السابق الذي ألقى شخصياً بيان عزل مرسي في الثالث من جويلية الفائت. ويقول صباحي إنه يمثل قيم ثورة 2011 التي اطاحت بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي حكم مصر قرابة 30 عاما بلا منازع. لكن بعد ثلاث سنوات مليئة بالاضطرابات السياسية والامنية، يتوق الكثير من الناخبين الى زعيم قوي قادر على استعادة الاستقرار والنهوض بالبلاد وهو ما يجسده بالنسبة لهم السيسي. وتنتشر صور ولافتات كبيرة للقائد العسكري السابق في مختلف احياء القاهرة والعديد من باقي المدن المصرية. وبفوز السيسي المتوقع، تستعيد المؤسسة العسكرية دفة القيادة في البلاد، التقليد القديم الذي كسره وصول المدني مرسي للحكم لمدة عام واحد. ومن المتوقع ان تتكثف تظاهرات جماعة "الأخوان المسلمين" وتتزايد هجمات المسلحين المتشددين في حال فاز السيسي، رغم تواصل حملة القمع الاوسع والاكبر منذ عقود. ودعا، الجمعة القيادي، في تنظيم "القاعدة" آدم غيدن المعروف باسم "عزام الاميركي" من اسماهم "شباب المسلمين في مصر" في تسجيل فيديو جديد، الى مواصلة "الدعوة والجهاد والنضال والتصدي لشبيحة السيسي حتى اسقاط النظام العلماني الفاسد بالكامل".