حكم رفع اليدين في الصلاة السؤال : ما حكم رفع اليدين في الصلاة ؟ الجواب: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذهب الجمهور إلى أن رفع اليدين في أول الدخول في الصلاة مندوب وذهب داود وجماعة من أصحابه إلى وجوبه، ثم إنهم اختلفوا، فبعضهم قصره على تكبيرة التحريم وبعضهم عممه في الركوع والرفع منه، ومنهم من زاده عند السجود. وسبب هذا الاختلاف معارضة ظاهر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في تعليمه صلى الله عليه وسلم للأعرابي المسيء في صلاته وفيه أنه قال له: ”كبر” ولم يأمره برفع يديه فبقي فعله على الندب كما ثبت أيضا عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره ”أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة”. (أخرجه مسلم) فأهل الكوفة قصروه على تكبيرة التحريم، وبه قال سفيان الثوري، وهي رواية ابن القاسم عن مالك رحمهم الله تعالى. وأما الشافعي وأحمد وأبو عبيدة وأبو ثور وجمهور أهل الحديث وأهل الظاهر فجعلوه عند الاستفتاح وعند الركوع والرفع منه وهو مرويّ أيضا عن مالك، إلا أنه عند بعضهم واجب وعند البعض الآخر مندوب، على أن بعض أهل الحديث زادوا الرفع في السجود والرفع منه. وحجة من قصره على تكبيرة الاستفتاح حديث عبد الله بن مسعود وحديث البراء بن عازب أنه صلى الله عليه وسلم ”كان يرفع يديه عند الإحرام مرة واحدة لا يزيد عليها”. (أخرجه أبو داود). وحجة من عممه في الاستفتاح والركوع والرفع منه حديث ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ”كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما أيضا وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود”(أخرجه البخاري) وهو حديث متفق على صحته، وزعموا أنه روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلا من أصحابه. واحتج من زاد الرفع في السجود بحديث وائل بن حجر وفيه ”أنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند السجود”. (أخرجه الدراقطني)، فمالك اقتصر على الرفع في تكبيرة الاستفتاح فقط مقتديا بعمل أهل المدينة كما هو مذهبه العاملين بحديثي ابن مسعود والبراء، وغيرهم عملوا بحديث عبد الله بن عمر لشهرته واتفاق الجمهور عليه، والله أعلم. من بداية المجتهد لابن رشد بتصرف (بداية المجتهد لابن رشد الحفيد).